الأقباط متحدون - لقاء مع طبيب مهاجر بملبورن صاحب مشروع مساعدة فقراء صعيد مصر: رأيت أولاد مبارك وهم صغار كانوا لطاف ومؤدبين.
أخر تحديث ٠٤:٥٧ | الأحد ٣ فبراير ٢٠١٣ | ٢٦ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لقاء مع طبيب مهاجر بملبورن صاحب مشروع مساعدة فقراء صعيد مصر: رأيت أولاد مبارك وهم صغار كانوا لطاف ومؤدبين.

د. عادل فرج امام المركز الطبى مارينا الذى يمتلكة هو والسيدة زوجته د. هالة جرجس فى جنوب شرق ملبورن
د. عادل فرج امام المركز الطبى مارينا الذى يمتلكة هو والسيدة زوجته د. هالة جرجس فى جنوب شرق ملبورن

حوار : صبحى فؤاد

د. عادل فرج امام المركز الطبى مارينا الذى يمتلكة هو والسيدة زوجته د. هالة جرجس فى جنوب شرق ملبورن

قبل هجرته الى استراليا بعاميين توجة الدكتور "عادل فرج" الى نيويورك وكاليفورنيا بغرض التعرف على فرصة وامكانية الانتقال الى الولايات المتحدة ورؤية الحياة هناك على الطبيعة ولكنه لم يجد فيها ما كان يتوقعه او يتطلع اليه او يعوضه عن ترك وطنه وعمله فتخلى عن فكره  الهجرة واستمر فى عمله كطبيب بمستشفى "منشية البكرى" بالقاهرة ومساعدة والدة المهندس "عزيز فرج" فى مشاريع التعمير والبناء الذى كلن يقوم بها.
وفى عام 1987 جاء الدكتور عادل فى زيارة الى "ملبورن" واذا به يعجب بها لدماثة خلق الناس والهدوء والنظام وطبيعتها الساحرة بالاضافة الى توافر عوامل كثيرة تساعد على نجاح واستقرار المهاجر الجديد فقرر بعد اربعة ايام فقط من زيارته دفع مقدم لشراء بيت هنا والبدء بتقديم اوراق هجرته هو وزوجته الدكتورة " هالة جرجس"  مباشرة عقب انتهاء زيارته والعودة الى مصر.

وقبل نهاية عام 1988 كان اتم اجراءات هجرته بنجاح هو وزوجته وابنه الصغير " طونى" وجاء الى ملبورن لكى يبدأ معادلة شهاداته الجامعية التى كان حصل عليها من كلية طب "عين شمس" حتى يسمح له هو وزوجته بالعمل اطباء فى استراليا.

وكان فى ذلك الوقت يطلب من الاطباء المصريين وغيرهم من المهاجرين عمل الامتحانات فى اللغة الانجليزية والاجابة على الاسئلة النظرية بجانب الامتحان العملى فى استراليا وقد تغير الوضع الان واصبح فى مقدور الطبيب المصرى الذى يرغب فى الهجرة عمل امتحان اللغة الانجليزية والنظرى فى مصر ثم عمل الامتحان العملى عند وصوله الى استراليا وهو امر يوفر الكثير من الجهد والمال.

وبعد نجاحه فى عمل معادلة شهاداته وممارسة المهنة فى عدة مستشفيات ثم حصوله على زمالة الكلية الملكية للاطباء البشرين باستراليا قرر الدكتور عادل فرج فى عام 1996 بالمشاركة مع زوجته الدكتورة " هالة جرجس " افتتاح مركز طبى كبير بحى " باترسون ليكس " بجنوب شرق ملبورن اطلق عليه اسم " مارينا".. وفر فيه كل الخدمات الطبية من فحوصات الى عمل تحاليل طبية واشعة وعمليات وغيرها للمرضى من ابناء المنطقة والمناطق المجاورة.
واصبح المركز الطبى " مارينا" الذى يمتلكه الدكتور عادل هو وزوجته ويعمل به عشرة اطباء وعدد من الموظفين والفنيين واحدا من انجح وافضل المراكز الطبية فى المنطقة ولذلك اعتمد رسميا من قبل البوليس الاسترالى لعمل الكشوفات الطبيه اللازمة عند اختيار رجال الشرطة لثقتهم فى امانته ونزاهته .

بجانب ذلك فقد تم ترشيح الدكتور فى عام 2001 من قبل عدد كبير من سكان المنطقة التى يعمل ويعيش فيها لكى يكون " قاضيا شرفيا" وهو ما يعادل بمفومهنا او ما اتفق على تسميته فى مصر " شيخ الحارة" .. وهو مركز شرفى بحت يخدم الفرد من خلاله الى ابناء مجتمه بلا مقابل مادى مدى الحياة الا اذا طلب هذا الشخص اعفاءه لاى سبب من الاسباب.
ومنذ اربعة اعوام تقريبا قرر الدكتور عادل واسرته واخوته الاثنين الموجودين فى "ملبورن" عمل مشروع خيرى باسم " المعطى المسرور" لمساعدة الفقراء فى قرى محافظات صعيد مصر من عشورهم واموالهم الخاصة كنوع من رد الجميل للوطن الام الذى امضوا فيه سنوات طفولتهم وشبابهم وتعلموا فيه واصبحوا اطباء ومهندسين ورجال اعمال.

وقد علمت من الدكتور عادل ان هذا المشروع الانسانى النبيل لا علاقة له باى مؤسسة او جميعة  او اى هيئة وانما هو مبادرة فردية شخصية منه ومن اسرته واخوته يهدف بالدرجة الاولى الى مساعدة الوطن الام  وفقراء صعيد مصر.
وعندما سألته عن الطريقة التى يمكن لاى شخص او اسرة فى الصعيد الاتصال به وطلب العون منه او من جمعيته الخيرية فقال على الشخص الاتصال باللاب الكاهن فى منطقة سكنه وبدوره يمكنه الاتصال بالاسقف الذى بدوره يقوم بالاتصال به وابلاغة بطلب الشخص المحتاج .
والدكتور عادل يأخذ على عاتقة الذهاب سنويا الى مصر مرة على الاقل للتعرف بنفسة على احتياجات الفقراء والغلابة فى بعض قرى الصعيد  ومتابعة تنفيذ وتلبية طلباتهم طبقا للامكانيات المادية المتاحة امامه.
            


والى حضراتكم اللقاء السريع الذى اجريته مع الدكتور عادل فرج المولود بمدينة القاهرة فى عام 1957 ومتزوج من الدكتورة "هالة جرجس" وله ولد وبنت تخرج الاول واصبح طبيبا اما الابنة فهى فى عامها النهائى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية :
هل كانت هناك اسباب وراء هجرتك لاستراليا فى عام 1987؟
- لم تكن هناك اى اسباب باستثناء الفضول والرغبة فى الخروج والتعرف على عالم ومجتمع جديد.
وهل وجدت بعد 23 سنة على هجرتك ما كنت تبحث عنه او تفتقده فى وطنك الام؟
- احمد ربنا حققت الكثير وصرت فى وضع جيد ولدى ولد تخرج واصبح طبيبا وبنت فى عامها الاخير بكليه الاقتصاد والعلوم السياسية ورغم كل ما حققته من نجاح مادى ومهنى واجتماعى بفضل الله ووقوف زوجتى بجوارى وتعضيدها المستمر لى فى استراليا الا ان الوطن الام وذكريات الطفولة والاصدقاء وكنائسنا واديرتنا يستحيل تعويضها ولذلك نشعر بحنين دائم لمصر..اموال الدنيا وكنوزها واعلى المناصب لايمكن باى حال ان تعوض المهاجر عن وطنه.
ماهى الصعوبات التى تواجه الطبيب المصرى الجديد فى استراليا وكيفية التغلب عليها لكى يصبح طبيبا ناجحا؟
- اجادة اللغة الانجليزية بالطريقة التى يتحدث بها الاسترال لاننا فى مصر ندرس اللغة الانجليزية وننطقها مثل الانجليز ..وعدم اتقان اللغة يجعل من الصعب التفاهم بين الدكتور والمريض وهو امر مقلق للطرفين ..بجانب اللغة عدم الالمام بعادات وثقافة وتقاليد المجتمع يجعل مهمة الطبيب صعبه ويضعه فى مواقف محرجة مهنيا وقانونيا ايضا ..على سبيل المثال فى مرة من المرات طلب منى واحد استرالى ان اوقع على شهادة دفن ميت بطريقة الحرق كما يفعلون فى الهند ودول اخرى فتعجبت وقلت لهم كيف تحرقون جثة المتوفى ..ولم اكن اعرف وقتها ان هذا مباح قانونيا فى استراليا ..بجانب المشاكل التى قد تترتب نتيجة عدم الالمام بالعادات والثقافات والحضارات المتعدده الموجودة فى استراليا ياتى امر الحفاظ على " الخصوصية" من الامور التى لابد ان يضعها الطبيب امام عينه دائما لانها تخضع للقانون الاسترالى ..مثلا: لايمكن ان تعرف زوجة ان زوجها كان فى العيادة للفحص الطبى او تخبر اب او ام ان ابنتهما جاءت للعلاج من مرض ما الا باذن كتابى منها .. عموما على الطبيب ان يسأل دائما لكى يكسب المزيد من العلم والمعرفة وثقة مرضاه ايضا . والكنيسة هنا فى ملبورن اسست اسرة " القديس لوقا" خاصة بالاطباء لمساعدتهم .

بجانب عملك كطبيب  نراك ايضا تعمل فى مجال التعمير والاستثمار فهل لك ان تحدثنا عن فرص الاستثمار فى استراليا؟
لقد بدأ حبى للاستثمار فى مجال التعمير والبناء وانا فى مصر لان ابى كان يعمل مهندسا وكنت بصفتى الابن الاكبر اساعده واشرف على اعماله ..وعندما اتيت الى هنا استمر حبى للدخول فى مجال التعمير والبناء ..عموما مجال العمل الحر والاستثمار فى استراليا متاح ايضا فى مجالات اخرى كثيرة حسب خبرة ومعرفة الفرد ..وانا اعرف عدد من المصريين لديهم اعمال صغيرة ومصانع ومكاتب وشركات فى مجالات متعددة ومختلفة.. وانصح اى فرد يريد الاستثمار فى استراليا بالبحث ودراسة ما يريد عمله اولا لان المنافسة هنا قوية والبقاء والنجاح يكون للافضل والاجود والقادر على اعطاء خدمة متميزة عن غيره .

اعرف انك كنت تسكن بالقرب من منزل الرئيس السابق مبارك فهل كانت لك علاقة شخصية باولاده ؟
اولاد الرئيس السابق مبارك علاء وجمال كانوا ياتون الى عمارتنا لزيارة صديق لهما عندما كان ابوهم نائبا ورئيسا للجمهورية ..كانوا فى سن المراهقة 16 او 16 عاما ..كانوا لطاف ومؤدبين وكانوا اذا علموا بوجود احد مريض بالعمارة يزوره ويسألون عليه او عليها ..واستمروا فى زيارة عمارتنا وصديقهم بعدما اصبح ابوهم رئيسا للجمهورية..وكان حراسهم يقفون مع البواب يشربون الشاى معه ..ولكن عندما كبروا وبدأت طموحاتهم وتطلعاتهم المادية تشغلهم توقفوا وانشغلوا بحياتهم الخاصة واعمالهم ولم نعد نراهم بعد ذلك.

ماهو اغرب المواقف او اكثرها حرجا التى تعرضت لها عقب وصولك الى استراليا؟
بعد وصولى الى ملبورن بعدة ايام كنت اقود سيارة وبجوارى زوجتى وكان يجلس على رجلها ابنى الصغير " طونى" ..كان معى رخصة سواقة دولية ولم اكن بعد ملما بقواعد المرور فى ملبورن ..وانا اقود السيارة وجدت عربة بوليس امامى تتحرك ببطء فتخطيتها طبقا لما تعودنا عليه فى مصر وفى نفس الوقت لم نكن رابطين احزمة الامان والطفل لم يكن يجلس فى مقعده .
واذا بعربة البوليس تلاحقنا وتطلب منا التوقف وقاموا بسؤالنا اذا كنا مجرد زوار او جدد فى استراليا وعندما عرفوا اننا جئنا منذ يومين او ثلاثة لم يقوموا بتغريمنا اربعة مخالفات مرورية ارتكبناها بدون قصد لعدم المعرفة والجهل بقواعد المرور فى ملبورن ..وكانوا فى الحقيقة لطاف وقاموا بشرح المطلوب منا ان نعمله حتى لا نقع فى نفس الاخطاء مرة ثانية ومواجهة العقوبات التى يمكن ان تترتب عليها.
  

وكان سؤالى الاخير للدكتور عادل فرج عن ما هى تطلعاته بالنسبة للمستقبل فكانت اجابته:
اتطلع الى الاحتفاظ بما انجزته حتى الان ورؤية اولادى ناجحين ومستقرين فى حياتهم العملية والاسرية ..واتطلع لرؤية مصر وقد تجاوزت الصعوبات والمشاكل والتحديات الكثيرة التى تعانى منها فى الوقت الراهن ..واتطلع ايضا الى تكريس وقت وجهد اكبر للاهتمام ومساعدة اخوتنا الفقراء فى صعيد مصر من خلال " المعطى المسرور" .

وفى نهاية لقائى شكرت الدكتور عادل على هذا اللقاء ومبادرته الانسانية النبيلة تجاه فقراء صعيد مصر وبدوره وجه الشكر لجريدة الاقباط متحدون لانها حسب ما قال " بتعطى الفرصة لابناء مصر فى المهجر لكى يقدموا خبراتهم وتجاربهم عبر منبرها بحيث ان هذه الخبرات تساعد الناس الذين يعيشون فى مصر او الذين يفكرون فى الهجرة الى الخارج" . كما انه تمنى مزيد من النجاح والانتشار لجريدة الاقباط منحدون.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter