تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمس الخميس، بعيد "النيروز" وهو رأس السنة القبطية، وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، ويطلق عليه أيضا "عيد الشهداء".
عيد النيروز.. اليوم الأول من توت
ويعد اليوم هو بداية عام قبطي جديد، أي اليوم الأول من شهر "توت"، وذلك نسبه إلى العلامة الفلكي الأول الذي وضع التقويم المصري القديم الذي أنفرد به المصريين فتره طويلة من الزمن قبل أي تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقا وغربًا.
ويعتبر هذا العلامة هو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية.
وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية "منتوت" التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظه المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم. ومنتوت كلمه قبطية معناها مكان توت وموطن توت.
نشأة التقويم القبطي
كانت نشأه التقويم المصري القبطي في سنة 4241 قبل الميلاد أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرة اليمانية وحسبوا الفترة بين ظهوره مرتين وقسموها إلى ثلاث فصول كبيرة (الفيضان والبِذَار والحصاد) ثم إلى أثني عشر شهر كل شهر منها ثلاثون يوما وأضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع وجعلوها شهر أسموه بالشهر الصغير.
وصارت السنة القبطية 365 يوما في السنة البسيطة و366 يوما في السنة الكبيسة، وقد أحترم الفلاح المصري هذا التقويم نظرا لمطابقته للمواسم الزراعية ولا يزال يتبعه إلى اليوم.
وارتبط عيد النيروز بتقليد كنسي عريق يعود إلى القرن الرابع الميلادي، حيث قامت الكنيسة بتحديد بداية عامها وفقا لعصر الشهداء، والذي يبدأ منذ تولي الإمبراطور دقلديانوس الحكم عام 284م.
جاء هذا الارتباط نظراً لما تميز به عهده من أشد موجات الاضطهاد ضد المسيحيين، ومنذ ذلك الحين، أصبح عيد النيروز رمزًا لتكريم الشهداء والقديسين، ويُحتفى به كبداية عهد جديد للكنيسة مبني على الإيمان والرجاء.
معنى اسم نيروز
وجاء مصطلح "نيروز" من كلمة قبطية وهي "ني يارؤو" أى الأنهار، وذلك يرجع لأن ذلك التوقيت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل عند الحضارة الفرعونية، وهو رمز الخير والخصوبة في مصر القديمة.
وعند دخول اليونانيين مصر أضافوا إلى الكلمة حرف "سي" للأعراب، فأصبحت الكلمة "نيروس"، واعتقد العرب أنها نيروز الفارسية التي تعني "اليوم الجديد" وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب.
البلح والجوافة في عيد النيروز
ويشتهر عيد النيروز لدى المسيحيين ببعض الثمار وهي البلح والجوافة، لكونها تشير إلى معنى معين مرتبط بـ عيد الشهداء.
-البلح الأحمر:
ويرمز البلح الأحمر إلى "دم الشهداء" بسبب لونه، كما تشير النواة في صلابتها إلى قوة إيمان الشهداء وصلابتهم حتى الموت.
-الجوافة:
أما بالنسبة للجوافة، يشير بياضها من الداخل إلى قلب الشهداء "الأبيض النقي"، لكن بذورها الكثيرة دلالة على كثرة عدد الشهداء.