كتبها Oliver
الرب الضابط الكل جعل للخليقة تقويماً في تدبيره.هو الذى خصص لها دورات الأفلاك و جعل تتابع الأيام سراً من صنعه.
 
التقويمات السنوية تتنوع فمنها التقويمات الشمسية و منها التقويمات القمرية لكن السنة القبطية مزيج خاص أساس  تقويمها  حياة المسيح الرب هو هو شمسها و قمرها.نيروزها و رسالتها و أعيادها و أفراحها.منذ البشارة به حتى صعوده و إرسال روحه القدوس.
 
السنة القبطية هي سنة صلوات.كل أعيادها مقدسة.تتمحور حول شخص المسيح الرب.رأس السنة القبطية هو نقطة البدء في كتاب العبادة السنوية.ليس عيد النيروز عيداً للشهداء لكن تاريخ السنة القبطية بدأ بجلوس دقلديانوس على عرشه و هو الذى سفك دماء الكثيرين من الشهداء.
 
النيروز هو عهد سنوي تقطعه الكنيسة القبطية مع المسيح لتكون كل يوم للرب.فى إنشغال تام بكل ما فعله رب المجد لأجلنا.السنة القبطية سنة تعبدية لا تنشغل بالشمس و القمر بل بالمسيح رباً و إياه وحده مصلوباً.
 
إن العلم الذى على اساسه يتم تقسيم السنة  القبطية و حسابات ايامها يسمي علم الأبقطي و الذى اسسه هو  القديس البابا ديمتريوس الكرام.الثاني عشر في تعداد البطاركة معتمداً على علم الفلك بحسب بطليموس..وظلت الكنيسة عبر قرونها العشر الأوائل تجتهد في تنسيق القراءات المناسبة حتى قام إبن تريك بتدوينها . تدبير القراءات الكنسية يعكس بعمق العبقرية الروحىة للآباء الأوائل الذين كانوا يفكرون كيف يضمنون حياة الشبع الروحي لشعب  المسيح فى الكنيسة القبطية.  
 
قراءات السنة القبطية هي خطة روحية  مكتوبة للخدمة.مبنية على شخص الرب يسوع.كتاب القراءات فيها هو مختارات من الكتاب المقدس.ألحانها كأنها قطع تفسيرية للمناسبات الروحية و للعمل الإلهي فيها.إنها سنة تأتي بألحان تناسب ما نعيشه طوال السنة الروحية  القبطية.لو أراد الخدام عيداً للخدمة فالنيروز يصلح أن يكون عيدهم.يقطعون فيه عهداً أن يصيروا أمناء قدام مذبحه.
 
فى السنة القبطية ستجد الكنيسة و في الكنيسة ستعيش العمر الروحي.ستختلط مشاعرك بما تركز عليه الكنيسة من خلال قراءاتها.ستبني فيك إنساناً كنسياً متفاعلاً مع كلمات الإنجيل و صلوات الكنيسة.ستجد فيها ميلادك مع ميلاد المسيح و ستجد فيها عمادك مع معموديته و تتقبل تعليمه في ايام خدمته و ستشترك كل قداس بإتحاد في السر المقدس .تقوم معه و يصعد بنا و يسكننا الروح و ننتظر مجيئ
 
ه بالرجاء.في السنة القبطية نجد المسيح شريك الحياة و الأيام و نجد أنفسنا مع المسيح .
 
و إن كانت السنة القبطية سنة روحية كنسية فهذا يفسر عدم تداخلها مع الحياة الإجتماعية و يبرر عدم إدراك الكثيرين بأن العام القبطي الجديد هو 1742.
رغم أهمية التقويم للزراعة و الري و الحصاد.لكن ليس هذا هو هدف السنة القبطية .
 
فالهدف كيف نعيش مع المسيح حتى نموت مع المسيح.
 
فليكن إحتفالنا روحياً بلا ضوضاء.لأن مجد الرب يستعلن فى سكون.ليفرح أطفالنا و شبابنا بفهم و يدركوا أعماق السنة الروحية فهى  البوتقة التي إذا دخلناها ننصهر فيها بمحبة فادينا .لأن السنة القبطية هي سنة الرب .لكم بركاتها و أفراح ايامها و قداسة قراءاتها.