الأقباط متحدون - المصريون وحظر التجول؟
أخر تحديث ٠١:٥٨ | الأحد ٣ فبراير ٢٠١٣ | ٢٦ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المصريون وحظر التجول؟

الشعب المصري هو الشعب الوحيد في العالم الذي ينزل الشارع بالملايين لكي يشاهد حظر التجول!! 

وقالوا أيضا: أن ساعة "الحظر" ما تتعوضش
وأيضا رفع أهالي بورسعيد اللافتات أثناء حظر التجول يغيظون بها سكان القاهرة واللافتة تقول: "إحنا عندنا حظر تجول وأنتوا لأ!!"
وقيل أيضا: أن حظر "التبول" أخطر كثيرا من حظر التجول!
وأيضا قال المصريون: عشنا وشفنا الجماعة "المحظورة" تعلن "حظر" التجول! 
 
ومصر هي البلد الوحيد في العالم التي إقيمت بها ندوة كروية مسائية أثناء حظر التجول وتم هذا تحت الأضواء الكاشفة في ستاد الإسماعيلية والذي تملكه الحكومة التي أعلنت حظر التجول.
 
وبعد فشل حظر التجول تراجع الرئيس مرسي عن قراراته للمرة العاشرة وذلك بأن تراجع عن قرار حظر التجول في مدن قناة السويس وأوكل لمحافظي القناة صلاحية تمديد أو إلغاء حظر التجول، ولكن على الأقل هذه المرة تراجع بطريقة أكثر شياكة، وأعتقد أن مستشاريه بدأوا ينصحونه كيف يتراجع عن قرارته بشكل أفضل بعد إصدارها بدلا من أن ينصحونه بعدم إصدار تلك القرارات في المقام الأول.
 
والرئيس مرسي هو أول من يعلم بإستحالة تطبيق حظر التجول في ظل الفوضى الشاملة في الشارع المصري وفي ظل إختفاء الأمن، لأن الرئيس مرسي نفسه قد تم تهريبه من السجن بواسطة "أهله وعشيرته" مساء يوم 28 يناير 2011 وذلك في عز أيام حظر التجول و في يوم تهريب مرسي تواجد ملايين الشعب المصري في الشارع ولم يهمهم حظر التجول ولا يحزنون.
 
فعندما يصدر أي رئيس في العالم قرارا بحظر التجول في بلده يجب أن يسأل نفسه وأن يسأل أجهزته الأمنية السؤال البديهي التالي: ماذا أنتم فاعلون لو تم إختراق حظر التجول؟ هل تستطيعون القبض على آلاف من أفراد الشعب لو نزلوا الشارع أثناء حظر التجول؟ هل أنتم مستعدون لإطلاق النار أو على الأقل الرصاص المطاطي على من يخترق حظر التجول؟ هل أنتم مستعدون لتحمل مسئولية مذبحة كبرى في شوارع مصر لتثبيت حظر التجول؟ 
 
فإن كانت الإجابة ب "لا" على كل الأسئلة عاليه، إذن فلا داعي لإعلان حظر تجول إذا كنت أنت وحكومتك غير قادرين على تنفيذه لأن هذا من شأنه هدم هيبة الدولة المهزوزة أصلا، فلا داعي لزيادة الطين بلة!
 
والتخبط المستمر قي القرارات يظهر ضعف الحكومة على أعلى مستوى وهو مستوى الرئيس، وحين ألغى الرئيس رحلته لأديس أبابا نظرا لتطورات الأوضاع في مصر بصفة عامة ومدن القناة بصفة خاصة فقد كان الكل يتوقع أن يذهب الرئيس بنفسه لزيارة بورسعيد للإطلاع على الأوضاع الميدانية هناك وخاصة في أعقاب مقتل أكثر من 36 مواطن بينهم رجال شرطة في يوم وحد، ولكن كل ما فعله الرئيس هو أن أرسل رسالة على تويتر!! وبالطبع نحن نعلم أن الرئيس سبق أن عمل بمشروع لصالح مؤسسة ناسا الأمريكية وأنه رئيس "هاي – تيك" إلا أننا ما زلنا نأكل الفول المدمس، وبشويش علينا شوية، الرئيس اوباما بجلالة قدره قطع حملته الإنتخابية الرئاسية وتوجه إلي نيوجرسي ونيويورك لتفقد الأوضاع على الطبيعة هناك بعد عاصفة "نانسي" والتي أودت بحياة أربعة أشخاص فقط، أما الرئيس مرسي فقد أرسل تويت على تويتر!!
 
كنت دائما أعتقد أن أكبر ميزة لدى الأخوان هو وجودهم في الشارع وإحساسهم بنبض الشارع أكثر من أي فصيل سياسي آخر، ولكن ثبت لي أنه بمجرد ان يصل الشخص للسلطة ويرى بريقها ينسى الشارع. 
 
وعلى جانب آخر فإن الإعلام (الذي يدعي الليبرالية) وجبهة الإنقاذ لا يحاولون إنقاذ أي شئ بل على العكس يضيفون البنزين إلي النار ويشجعون بقصد أو بدون قصد مجموعة من البلطجية أرادوا إقتحام سجن بورسعيد للإفراج عن متهمين محكوم عليهم بالإعدام، أين إحترام القضاة وأين القضاء المصري الشامخ؟؟!!، الآن أصبح القضاء مسيس عندما يحكم عكس ما يريده البعض؟؟!!، ولم نسمع أي إستنكار حقيقي من جبهة الإنقاذ لتدمير المنشآت العامة والخاصة، ووصل العبث ببعض البلطجية إلي محاول الإعتداء على مجري قناة السويس مجرى الملاحي الدولي والعالمي.
 
لقد أثبتت هذه المحنة مرة أخرى أنه لا يوجد رجال حقيقيون أو مؤسسات محترمة في هذه البلد سوى الأزهر والمؤسسة العسكرية والجيش المصري الذي أرجو أن يستمر صامدا حتى تعبر مصر تلك الأزمة وأن تستقيم الأمور حتى لا ترى مصر ثورة الجياع، وساعتها لن يكون هناك خاسر أومنتصر بل سيخسر الجميع. 
samybehiri@aol.com

نقلاً عن إيلاف

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع