بقلم : أدولف موسي
لقد شاهدنا زيارة السيد الرئيس لألمانيا الأخيرة و كلمته في المؤتمر الصحفي. لعل هناك من تعجب أن الاتحاد الاوروبى قد قرر إعطاء مساعدات لمصر بما يقدر بخمسه مليار يورو و الربع منه تتحمله ألمانيا! السؤال هنا،
- هل يريد الاتحاد الأوربي بهذه المساعدة دعم القيادة المصرية الحالية؟
- هل يلعب الاتحاد الاوروبى دور القلب الحنون لشعب مهدد بالجوع؟
فلنتحدث فى الأول عن الزيارة ذاتها أو الأفضل أن نطلق عليها لقب " الشحاته" عن يد و هم صاغرون"
دعونا نرى مشهد المؤتمر الصحفي. لم تستطيع المستشارة الالمانيه إخفاء حجم اشمئزازها بما يدور حولها و على الأخص من الضيف الغير مرحب به على الإطلاق. فعل الاثنين نفس الشئ و لكن بأسلوب مختلف عن الأخر.
- المستشارة الالمانيه عندما كان يلقى السيد مرسى كلمته و المكونة من فقط لاغير أكاذيب وهو يعلم أنها تعلم أن ما يقوله أكاذيب، و هي تعلم الحقيقة انه كاذب في كل ما يقول و لكنها لم تريد أن تدخل لإيقافه. لو كان الرئيس الفرنسي مكانها لكان تصرفه صريح. "خلص يا غبي طلعت روحي عندي ما هو أهم من أكاذيبك". حاولت المستشارة ان تحتفظ بهدؤها المشهورة به و لكنها فشلت لحماقة الكاذب. فلينظر كل منا إلى الآلام التي كانت تعانى منها عند سماع ما يقول هذا ال...... لم تريد ان يرى الناس أنها تنظر إلى الساعة لكي تحتفل بالإفراج عنها من هذا الموقف و لكنها عندما انتهى المؤتمر ألقت بسماعة الترجمة و أحسسنا أنها فرحت بفرج ربنا
- السيد الرئيس محمد مرسى العياط: نظر إلى الساعة لأنه أحس بما كانت تحس به المستشارة و فهم انه ليس هناك من صدق كلمة واحده من أكاذيبه لأنها كانت أكاذيب واضحة يعلم الجميع إنها أكاذيب. اننى واثق انه بعد الانتهاء من أكاذيبه قال في سره "يا ساتر حمل و خلصنا منه" و بعدها هرب. رغم الهدوء السطحي للرئيس إلا انه كان يغلى من الداخل و يشعر بحجمه الحقيقي أن الموقف اكبر منه.
وقف السيد الرئيس أمام الكفرة أحفاد القردة و الخنازير و أمامه ليست فقط ناقصة عقل و دين بل أيضا متبرجة يشحت "عن يد و هم صاغرون!". سيدي الرئيس، أين كلماتك السابقة و كلمات المرشد و أفكار عصابتك؟
نأتي للسؤال الذي طرح من قبل
بالطبع مستحيل أن أوروبا كان هدفها بمساعدة مصر دعم القيادة الحالية أو لأنها تمتلك القلب الحنون على شعب مصر الذي لا يجد لقمة العيش بسبب حكامه رغم انه شعب ذو كرامه لا تجد مثلها إلا في مصر، و لكن ماذا يهدف الاتحاد الاوروبى بهذه المساعدة إذا؟
ان طريقة الغرب في التفكير غير الطريقة الشرقية على الإطلاق، فالغرب عملي أكثر من أن يهمه الإحساس بالغير. فلنأخذ على سبيل المثال السيد العبقري على حق القذافى عندما كان على عرش ليبيا. ترك كثير من المهاجرين الافارقه الذهاب و اللجوء الى أوروبا عن طريق السماح لهم باستعمال المواني الليبية لعبور البحر المتوسط. ظن الغرب آن ذاك أن القذافى أهبل لا يعنى ما يفعل. هنا كانت الكارثة. اشترى القذافى مراكب بحريه على نفقته الخاصة ووضع فيها الافارقه و تركهم يذهبوا إلى أوروبا رغم انف أوروبا، عندما حاولوا الأوروبيون ترحيلهم لم يقبل القذافى رجوعهم لأنهم ليسوا مواطنين ليبين. كان القذافى متعمد ان تكون بعض هذه المركبات لا تصلح لعبور البحر لكي إذا غرق بعض من المهاجرين يكون سبيل للضغط الأكبر على أوروبا، سلمت أوروبا بخطيئتها و أرادوا الحوار مع القذافى. طالب القذافى أوروبا بأتاوه سنوية قدرها 6 مليارات يورو لكي يتعهد لهم أن يوقف هذه المهزلة و وافقت أوروبا على هذا الابتزاز عن يد وهم صاغرون.
- لكن دعونا هنا نسأل لماذا لا تريد أوروبا هؤلاء الذين يسعون إلى الهجرة إليها؟
بجانب المضطهدون أيضا من يكون يائس من حياته في بلده يحاول أن يبحث عن طريق آخر و هذا يكون خارج بلده. كما أن اختلاف الحضارات تلعب هنا أهم دور لان كل من يأتي إلى حضارة أخرى يأتي إليها بحضارته و هذا ليس دائماً شئ ايجابى بل ضرر لحضارة هذا المجتمع المهاجر إليه، المهاجر لا يستطيع التخلص من حضارته التي تربى عليها. هنا تأتى نزاعات الحضارات فى بلاد هى فى غنى عنها. وصلت هذه البلاد إلى الاستقرار الحضاري الراقي الذي أوصلها إلى الرفاهية. يجبر الدخيل هذه البلاد على تغير عاداتها و تقاليدها لكي تتماشى مع ما اعتاد هو عليه من تخلف و هذا ما يسمى بالاحتلال الحضاري.
فكر المهاجر الشرقي ينحصر في انه لابد أن يفرض دروشته اللامعقول زميه من معتقده على أولياء نعمته. كره الغير، الإرهاب الذي يصل إلى القتل الغير مسبب، التمرد الدائم و المطالبة بالمزيد رغم انه لا يعمل، يطلب الكثير دون أن يفعل شئ مفيد لمن يعطيه الطعام بلا مقابل، هذا هو فكر المهاجر الشرقي العفن. يدعى بعد ذلك أن شريعته أوامر سماويه و يريد إجبار العالم كله على أتباعها. يطلب أن يعاملوه كغير ما اعتاد عليه في بلده و هو أن يعاملوه كانسان. هذا ما شبع منه الغرب و يريد إيقافه بأي ثمن.
ناتى هنا الى موضوعنا الاصلى، عندما حدث في مصر ثورة الغوغاء ضد مسيحيو مصر حاول الكثير منهم الهروب من البلد، فمنهم من نجح و منهم من لم ينال النجاح. و نحن نرى أيضا مثل ألان في سوريا و كذلك مصر، اى نوع من عدم الاستقرار السياسي و الذي ينتج عنه عدم الاستقرار الاقتصادي يجبر الناس على ترك بلادهم و يكونوا حملاً ثقيلاً على البلاد الذين يلجئون إليها. هذا ما أرادت أوروبا منعه عن طريق إعطاء المساعدة أو دفع الاتاوه " عن يد وهم صاغرون" لكل بلد غير مستقره لكي تخفف من وطأة الهجوم عليها إذا دخل الجوع الذي ليس له حل هذه البلاد المنكوبة و هذا ما فعلته أوروبا مع الجهبذ محمد مرسى.
ملحوظة: اننى اعلم أن هناك الكثيرون من الشرق قد ذهبوا إلى الغرب و اثبتوا إنهم على حق عظماء. أيضا ممن ظل في الشرق و كان من أروع المبدعين. لكنني هنا أتحدث عن من في يده السلطة و يستعملها ليظل ظلام المعرفة المتحكم على عقول الناس كما هو بل يريده ان يزيد لان أكثر شيء يرعب خفافيش الظلام هو النور، نور الحق و المعرفة و ليست الدروشة العمياء.