القمص رويس الجاولى
لا توجد كنيسة على الأرض يقوم تقويمها الزمني على ذكرى شُهدائها غير كنيسة مصر، لكي تظل أُم الشُهداء كنيسة شاهِدة وشهيدة للمسيح على مر الدُّهور
+++ واختصت مصر وحدها بجعل تقويمها يبدأ بهذه الأيام الدموية المُؤلِمة، لأنها أُم الشُّرفاء، التي لو وُضِع شُهداء العالم كله في كفة ميزان وشُهداءها هي في الكفة الأخرى لرجحت كفة المصريين، ويقول المُؤرِخ يوسابيوس القيصري عن شُهداء مصر: ”أُلوف من الرجال والنِساء والأطفال، ماتوا ميتات مُختلفة، مُحتقرين الحياة الحاضِرة من أجل تعاليم مُخلِّصنا“.
+++ لقد بذل المصريون دمائِهِم من أجل محبتهُم للملك المسيح، لا أيامًا قليلة أو وقتًا قصيرًا، بل سنوات طويلة بكل بسالة وحماس وغِيرة ونشاط. فقدَّم الأقباط أعلى ذكصولوجية حُب لشخص المسيح الرأس، لا على مستوى الكلام ولكن على مستوى قبول الموت والرفض والتعذيب والقطع من أرض الأحياء، والمسيح رب الكنيسة وعريسها اليوم، وفي ذِكرى عيد النيروز، طالب مثل هذه الذكصولوجية الصادِقة الأمينة باستعداد صبغة الدم، وينبغي على الذين يُعيِّدون عيد النيروز في ذكرى شُهداء كنيستنا القبطية، أن يكونوا خير خلف لخير سَلَفْ، مُستعدين لشهادِة الدم.