دكتور بول غبريال - راعي الكنيسة العربية الكتابية - شيكاجو 

الصلاة ليست مجرّد وسيلة نطلب بها عطايا وقتية أو نهدّئ بها ضمائرنا، بل هي قبل كل شيء لقاء شخصي مع الله الحيّ. إنّها الطريق الذي به نعرف قلبه وننمو في شركته. فالكتاب المقدس لا يقدّم الصلاة كواجب شكلي، بل كباب حياة: “فَتَدْعُونَنِي وَتَذْهَبُونَ وَتُصَلُّونَ إِلَيَّ فَأَسْمَعُ لَكُمْ” (إرميا ٢٩: ١٢).

عندما ننال الولادة الجديدة من فوق، تُزرع في قلوبنا حياة المسيح. هذه الحياة إمّا أن نهملها فتموت عطشًا، أو نغذّيها بالصلاة فتنمو وتثمر. يسوع نفسه قال: “اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ” (متى ٢٦: ٤١). فالصلاة ليست اختيارًا ثانويًا، بل هي الغذاء الذي يحيي الحياة الجديدة فينا.

والعجيب أنّ الله يدعونا للبحث عنه بصدق القلب، وهو يعدنا: “تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ” (إرميا ٢٩: ١٣). لذا فلنقترب منه لا لمجرد تلبية رغباتنا، بل لنعرفه هو ذاته، ونختبر محبته، ونتحوّل يومًا بعد يوم على صورته.

فلنتعلّم أن نصلّي بصدق، أن نصرخ كما صرخ التلاميذ: “يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي” (لوقا ١١: ١).
 لأن الصلاة الحقيقية ليست مجرد كلمات، بل هي انفتاح القلب لعمل الروح القدس فينا، حتى يظهر المسيح في حياتنا شهادة حيّة للعالم.