ماهر عزيز بدروس
الجزء الرابع - الاستنتاجـــــات والتوصيـــات

1- الاستنتاجـــات


 يساهم الذكاء الاصطناعي حاليًا في التخفيف من تغيّر المناخ بطرق مهمة.

 يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تقديم مساهمات كبيرة جدًا في التخفيف من تغيّر المناخ خلال السنوات المقبلة.

 يتمثّل العائقان الرئيسيان أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في التخفيف من تغيّر المناخ في: (أ) نقص البيانات المتاحة، وسهلة الوصول، والموحّدة؛ (ب) نقص الكوادر المؤهلة والمدرّبة.

 من بين العوائق الأخرى: ارتفاع التكاليف، نقص القدرة الحاسوبية المتوافرة، والقضايا المؤسسية.

 تُقدَّر ابتعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حسابات الذكاء الاصطناعي حاليًا بأقل من 1%- وربما أقل بكثير- من إجمالي الابتعاثات العالمية.

 من المرجّح جدًا أن ترتفع هذه الابتعاثات في المدى القريب.

 على المدى المتوسط إلى البعيد، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى: إما زيادة صافية، أو انخفاض صافٍ في ابتعاثات غازات الدفيئة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعد تكنولوجيا تحوّلية لا تزال في مراحلها الأولى، مما يجعل هامش عدم اليقين واسعًا للغاية.

 لا يُشكّل سوى جزء ضئيل جدًا من ابتعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بعمليات الذكاء الاصطناعي تلك الناتجة عن تطبيقاته الخاصة بالتخفيف من تغيّر المناخ.

 تُعد الثقة في الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا ليتمكّن من تقديم فوائد ملموسة في مجال التخفيف من آثار تغيّر المناخ. ولكسب هذه الثقة، ينبغي أن تخضع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقييمات للمخاطر تُعالج طيفًا واسعًا من المخاوف. ويجب إيلاء اهتمام خاص للمخاطر المتعلقة بالسلامة، والأمن، ودقة النماذج، والمعلومات المضللة والخاطئة.

 تمتلك النماذج التأسيسية مفتوحة المصدر القدرة على الإسهام في التخفيف من تغيّر المناخ من خلال إتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي لعدد أكبر من المؤسسات.

 سيتطلّب تمكين الذكاء الاصطناعي من بلوغ كامل إمكاناته في التخفيف من تغيّر المناخ موارد كبيرة وتركيزًا مستمرًا من الحكومات، والشركات، والمؤسسات الخيرية، وأصحاب المصلحة الآخرين.

 تم بالفعل تبنّي عدد من التوصيات الواردة في خارطة الطريق الصادرة العام الماضي عن المنتدى الدولي للطاقة النظيفة International Clean Energy Forum (ICEF) بشأن الذكاء الاصطناعي للتخفيف من تغيّر المناخ، من قِبل جهات رئيسية معنية.

2- التوصيــــات
 ينبغي لكل جهة تعمل في مجال التخفيف من تغيّر المناخ أن تدرس سُبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم عملها.
 على الحكومات، والشركات، والمؤسسات الخيرية تمويل منصّات تجمع خبراء الذكاء الاصطناعي وخبراء تغيّر المناخ لاستكشاف سُبل مساهمة الذكاء الاصطناعي في التخفيف من آثار تغيّر المناخ.

 ينبغي على الحكومات المساهمة في تطوير ومشاركة البيانات اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الهادفة إلى التخفيف من تغيّر المناخ، من خلال ما يلي:

أ‌- النظر بشكل منهجي في الفرص الممكنة لإنتاج ومشاركة البيانات المفيدة في جهود التخفيف من تغيّر المناخ.
ب‌- وضع سياسات تشجّع على توحيد المعايير وتنسيق البيانات المتعلقة بالمناخ والتحوّل في قطاع الطاقة.
ج‌- إنشاء فرق عمل متخصصة في بيانات المناخ تضم أصحاب المصلحة الرئيسيين والخبراء الفنيين.

 ينبغي على الشركات التي تمتلك قواعد بيانات ذات صلة بالتخفيف من تغيّر المناخ أن تنظر في إمكانية إتاحة أجزاء من هذه البيانات للعامة.

 ينبغي لكل منظمة تعمل في مجال التخفيف من تغيّر المناخ أن تعطي أولوية لتطوير المهارات وبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي:
أ- يجب على الحكومات والمؤسسات الخيرية إطلاق برامج زمالة في مجال الذكاء الاصطناعي والمناخ.

ب- يتعين على الهيئات الحكومية المعنية بشئون المناخ أن تراجع بانتظام قدرات موظفيها في مجال الذكاء الاصطناعي.

ج- ينبغي أن تفرض كل منظمة تعمل في التخفيف من تغيّر المناخ حدًا أدنى من الإلمام بأساسيات الذكاء الاصطناعي لدى شريحة واسعة من موظفيها.

 ينبغي على المؤسسات التعليمية أن تقدّم مقررات دراسية تُعرّف الطلاب بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التخفيف من تغيّر المناخ.

 على الحكومات أن تعتمد سياسات تهدف إلى تقليل ابتعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن البنية الأساسية الحاسوبية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك فرض الإفصاح الكامل عن ابتعاثات الكربون على أساس دورة الحياة الكاملة من قبل مطوّري الذكاء الاصطناعي ومشغّلي مراكز البيانات.

 ينبغي على الجهات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التخفيف من تغيّر المناخ تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بأدوات الذكاء الاصطناعي ومعالجتها.

 ينبغي على جميع الهيئات الحكومية المسئولة عن تغيّر المناخ، بما في ذلك وزارات البيئة والطاقة، إنشاء مكتب مخصص للذكاء الاصطناعي، يتولى تقييم الفرص والعوائق والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في جميع جوانب مهام تلك الهيئة.

 ينبغي أن توفّر الحكومات تمويلاً كبيرًا لتطوير وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بالتخفيف من تغيّر المناخ:
أ- على الحكومات تمويل برامج الذكاء الاصطناعي المخصصة للتخفيف من تغيّر المناخ مع التركيز على إمكانات تقليل الانبعاثات، وليس فقط على تطوير أساليب جديدة في الذكاء الاصطناعي.

ب- ينبغي أن تسهم الحكومات في زيادة توافر القدرة الحاسوبية اللازمة لمشروعات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالتخفيف من تغيّر المناخ.
 ينبغي أن تضطلع الحكومات والمؤسسات الخيرية وشركات تكنولوجيا المعلومات بدور محوري في تمويل تطوير نماذج أساسية مفتوحة المصدر وواسعة النطاق، مُصمَّمة خصيصًا لمعالجة التحديات المناخية.

 ينبغي أن تطلق الحكومات منصات دولية لدعم العمل التعاوني في مجال الذكاء الاصطناعي للتخفيف من تغيّر المناخ:
أ- يجب أن تشارك الدول الأعضاء في "المجلس الوزاري للطاقة النظيفة" Clean Energy Ministerial (CEM) و"مبادرة الابتكار Mission Innovation (MI) "، إلى جانب الأطراف المعنية الأخرى، بشكل نشط في مبادرة الذكاء الاصطناعي التابعة لـ CEM/MI.

ب- ينبغي أن تُدرج الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغيُّر المناخ United Nations Framework Convention on Climate Change (UNFCCC) والوكالة الدولية للطاقةInternational Energy Agency (IEA) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة Food and Agriculture Organization (FAO)، وغيرها من المنظمات، قضايا الذكاء الاصطناعي من أجل المناخ بشكل مركزي في برامج عملها.

ج- يجب تكليف منظمة أو أكثر على المستوى العالمي بالمساعدة في التوفيق بين أي بيانات متضاربة حول ابتعاثات غازات الدفيئة تنتج عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي.