محرر الأقباط متحدون
أثارت قصة الرجل الذي ظهر في فيديو متداول وهو يتلقى خمسة جنيهات من الطفلة هايدي جدلًا واسعًا على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية، بعدما تم تصويره على أنه “شحات” أو متسول. القصة لاقت انتشارًا سريعًا، حيث تبنتها صفحات عديدة وصنعت منها “ترند” متواصل، بل ووصل الأمر إلى استضافة الرجل في لقاءات مباشرة وتلقي تبرعات وتكريمات.
لكن المفاجأة جاءت من أبناء الرجل الحقيقي، الذين خرجوا ليكشفوا تفاصيل مختلفة تمامًا. فقد أوضحوا أن والدهم، واسمه سلامة عبده محمد حسين، ليس متسولًا على الإطلاق، وإنما تاجر بطيخ ومعروف في السوق، ويملك بيتين وشادر بطيخ، كما أن أسرته ميسورة الحال. وأكدوا أن والدهم يعاني من مرض الزهايمر، وكان يسير في الشارع دون وعي كامل بما يحدث حوله، وهو ما جعله يتلقى الخمسة جنيهات من الطفلة هايدي بشكل عابر ثم تابع طريقه.
أما الرجل الذي تصدر الصور والمقاطع الإعلامية وتداوله الإعلام باعتباره صاحب القصة، فقد تبين أنه لا يمت للأسرة بصلة. أبناء سلامة أكدوا أنهم لا يعرفونه إطلاقًا، وأن المواقع التي روجت له قد “ورطته” في القصة عن جهل أو تعمد. الأمر أثار تساؤلات عن مصداقية بعض المنصات الإعلامية وصفحات الترندات، بل وفتح باب الجدل حول هل يعد هذا انتحال صفة؟، وما مصير التبرعات التي وُجهت للرجل الآخر، وهل ستذهب إلى مستحقها الحقيقي أم تظل بيد المنتحل؟
القضية تسلط الضوء على خطورة الاستعجال في صناعة “الترند” دون تحقق، وعلى ضرورة التدقيق قبل النشر، خاصة حين يتعلق الأمر بسمعة أشخاص وأسر كاملة. فما بين التضامن الإنساني المشروع، وبين التضليل الإعلامي، يبقى المواطن العادي هو الضحية الأولى للفوضى الرقمية