الأقباط متحدون - نحن دائما نزرع الشوك
أخر تحديث ٠٠:٢٦ | الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣ | ٢٣ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نحن دائما نزرع الشوك

بقلم : نشأت عدلي
أصبحت زهورنا وورودنا جافة .. بلا رائحة .. لها صورة الحياة ومن داخلها رائحة تزكم الأنوف ... مرارة في الحلوق وغصه عميقة في القلب .. والصحبة الرقيقة الجميلة تاهت في زحمة الأشواك وتاهت معها أنبل المشاعر من الحب والصداقة .. ففي كل مرة تستسلم مشاعرك لأيّ منهما تجد من يزرعون أشواكهم وأحقادهم ليطمسوا ويخفوا معالم أجمل المعاني وأنبل المشاعر وأرق الأحاسيس .. وكلما  زرعت ورودا وأزهارا في طريق  لتسير فيه .. تجد سريعا من يحاول تشويه هذا الطريق بأشواكه المسنونة الحاقدة .. فمن لا يعرفون زرع الورود أو من فشلوا في زراعتها وتنميتها .. لصعوبه طرق النوايا الحسنة وقصور في التربية الأسرية الأصيله أو الطبيعة الحاقدة المزروعة داخل أنفسهم .. فمن السهل أن ينقلب هذا العجز علي من يأبون علي أنفسهم  بمسايرتهم لتشويه كل شيئ جميل .. وزرع أحقادهم وفتنهم ليدمروا بين كل من تعمدوا معرفتهم لذاك الغرض ذاته .. لهم صورة الشياكة في الفظ والأناقة الخارجية لكن بداخلهم أشواك غزيرة يستلذون بنثرها وغـرزها وزراعتها في كل مكان لتؤذي النفس البشرية  وتدمي مشاعر كل من يعيش المشاعر .. يستعذبون كسر القلوب والنفوس ... لأنهم مكسورين .. ولأنهم كذلك .. فلابد لكل من يعرفونهم ان يزرعوا بينهم كسرهم وفشلهم في حياتهم ظنا منهم أنهم سوف يعانوا مايعانون .. وزارعي الأشواك ليسوا فقط في الحياة العامة أو الشخصية ولكن في كل مناحي الحياة وها نحن نراهم بوضوح في حياتنا السياسية والإجتماعية .. فكل عمل يبدأ بداية جيده .. ونترجي ثمارة التي نتمناها .. نجد من يزرع سمومه ويحول هذا العمل إلي جحيم يتجرع الكل مرارته .. وهو لا يشعر بهذه المرارة التي يعاني منها الكل .. فلا يشعر إلا بنفسه فقط .. ومصالحة تغلبه وتجره إلي هاوية لايدركها إلا في حينها .. والبعض يحلو لهم أن يعيشوا شعور الأخرين ( تمثيلا ) والإحساس بمرارة الكل  ليزهو فخرا بإحساسه المُمَثل .. وهذا الشعور يعطيه سعادة عميقة ويتزايد لديه شعور المنتصرين لقلة حيلة وعجز من هزمهم بأشواكة المسنونة  ولا يدري أنه هو المهزوم بل هو الصغير في أعين كل من يعرفه .. فالبدايات التي كنا نرجو لها نجاحا لنموا يتزايد وخيرا يعيش فيه كل من أحب الإنسان .. فإذ بزارعي الحقد والبائعين يغرسون بغباء أشواكهم الحادة وهم مبتسمين غير عابئين بمن يتألمون من قسوة أشواكهم بل المهم أن أهدافهم تسير في مجراها المرسوم حتي لو كانت علي حساب دماء الإنسان الذي كانوا يتصنعون حمايته وحماية مصالحه ودماءه .. كانوا ينعتون سافكي الدم ولكن لأجل منفعتهم أصبحوا هم من أكثر شاربيه .. لقد تاه من عقولهم أن كل زارعي الأشواك بأيديهم سيحصدون أيضا بأيديهم الأشواك التي زرعوها .. وأنه لابد ليوم سيأتي قريبا جدا سيدفع فيه كل من زرع شوكة في جسد أو روح أو قلب إنسان أن هذه الشوكة عينها ستغرز بداخلة ليتجرع ويذوق مرارة قسوتها ... وكل من حاول أن يؤذي ويزرع أشواك في طريق التقدم ليؤخره عن عمد .. سيجد من يزرع في ظهرة شوكة كبيره .. 

الكلام كثير  ولكنني متأكد من آن كل منكم يعرف جيدا ماأقصده ومانحلم به جميعنا ومانتمناه لكل زارع فتنه أو حقد أو شوك في طريق كل تقدم وكل تنميه بأي شكل ومظهر وبأي حجة .. حتي لو كانوا من الملتحين .

            الرب دائما عيناه متيقظتان ... فمن يزرع يحصد . 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter