كتبها Oliver 
الرب يسوع أظهر شيئاً من طبيعته في التجلي.النور خرج منه و سطع في وجهه.لم يأت إليه النور من خارج بل من داخل من طبيعته الإلهية الكامنة تحت ستار الجسد البشري.أما موسي و إيليا فكان مجدهما هو إنعكاس نور المسيح و إنسكاب نعمة المسيح عليهما.
 
حين قال السيد المسيح أبي أعظم منى كان يقصد حالة مؤقتة عاشها آخذاً صورة عبد لكنه بعدما أكمل الخلاص عاد إلى مجده المساوي للآب في الجوهر.لذلك قال لتلاميذه عن حالته في المجد: قد قلت لكم الآن ( و أنا متخلياً عن المجد) حتي متي كان (أى متي رجعت لمجدى) تؤمنون.كان التجلي لحظات قليلة رأى فيها التلاميذ معلمهم في صورة مختلفة عن صورة العبد.أظهر لهم أن مجده كامن فيه.لا يأخذ مجداً من آخر.و أن ما قال عنه أنه و الآب واحد سيرونه بأعينهم فيستوعب كل إنسان كلمات المسيح.
 
كان صوت الآب يأمر : هذا هو إبني الحبيب – له إسمعوا. كأنه يؤكد ما قاله المسيح لتلاميذه عن عظمته المستترة في الجسد.الآب يأمر إسمعوا ما يقول الإبن و صدقوه و آمنوا بكل إنجيله.هذا هو خلاصنا.هذا هو طريق تجلي كل إنسان.أن يصير المسيح له إبن الله الحبيب.و أن يسمع و يخضع.
 
تجلي الطبيعة الإنسانية ظهر في وجود موسي النبي وإيليا.كان وجودهما إشارة لإمكانية التجلي المتاحة لكل من يعيش مع المسيح.لإن إستعلان مجد المسيح يصاحبه تجلي لكل من يشترك في هذا النور.كما يظهر أيضاً أنه لا يوجد أى تجلي خارج عن عشرة المسيح.فلا مجد لمن لا مسيح له.
 
تجلي الطبيعة البشرية على الأرض يبدأ بتجلي المحبة في القلب.فإذا غمرت قلوبنا المحبة يتجلي الله في قلوبنا.إذا غلبت أفكارنا المحبة يتجلي المسيح في أفكارنا.إذا سادت المحبة علي المشاعر تتجلي المشاعر في المسيح.كل فضيلة لا مجد لها إن لم تكتسي بمحبة فياضة للمسيح يسوع.إرتقاء الفضائل إلى المجد يتم بالإتحاد بالمسيح و عدم مفارقته.فلنداوم على مخاطبة مسيحنا بفرح قائلين : جيد يا رب أن نكون ههنا.
 
إن مجد المسيح لا تخفيه مظال الدنيا.لذلك لم يرد المسيح علي تلاميذه حين قالوا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسي واحدة و لإيليا واحدة.إن المظال تخفينا نحن .فإن الذين قبعوا تحت المظال العتيقة و ما زالوا هم جالسون في الظلمة لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح و لا رأوا مجد لاهوته بعد.فليترك كل إنسان مظلته لئلا تعوقه عن الإشتراك في المجد و الحرمان من نور المسيح. نحن في عهد التعامل مع الله وجها لوجه.نراه و نسمعه و نحبه و نحتمي به و هو مخلصنا.
 
إن تجلي المسيح هو كشف ذاته لكل إنسان أت إلى العالم.لم يعد إلهنا بعيدا عنا و لا محتجب.لقد فتح قلبه و أدخلنا.لقد تجلي لنراه ونؤمن أنه ليس إنساناً فحسب بل قبل ذلك هو الله الخالق.هو صانع النور و من شخصه يستضيء العالم.هذا التجلي فرصة عظيمة لخلاصنا لأنه دعوة للمجد مع المسيح .في مجده سيأتي في بهاء عظمته سيظهر علي السحاب و سيضم إليه الراغبون في محبته سيغيرهم إلى صورة مجده و يصير الكل في ملكوت المجد معه.