د. وسيم السيسي
نعم أنا هربرت جورج ويلز بريطانى الجنسية أتحدث إليكم، تقولون عنى: أبوالخيال العلمى لأنى صاحب آلة الزمن، وغزو فضائى للأرض، ولكن أبوالخيال العلمى حقًا هو جول فيرن الفرنسى، صاحب رحلة إلى القمر، ورحلة إلى أعماق الأرض، والغواصة، فهو أكثر دقة من الناحية العلمية منى، وقد ولد ١٨٢٨، وأنا ولدت ١٨٦٦، فهو أبوالخيال العلمى دون منازع. تركت عالمكم ١٩٤٦م، بينما جول فيرن ترك هذا العالم ١٩٠٥م.
كنت ضد الأطباء والعلماء فى استخدام الكائنات الحية كالأرانب والكلاب والفئران فى تجاربهم، وكنت أطالب بضوابط لهذه التجارب، وإن كان جورج برنارد شو طالب بمنعها تمامًا، ونشأت جمعيات باسم Anti Vivesection society أى الجمعيات ضد
التشريح الحى. لقد تأثرنا بمذهب أبى العلاء المعرى، وفلسفته فى العلة الغائية بمعنى: الغاية من الخلق، وهذا المذهب يقول إن الكائنات الحية خلقت كما خلقت.
أنت أيها الإنسان ليس لك الحق فى قتلها، ولعلكم تذكرون ما قرأته عن أبى العلاء، وأنه عند مرضه قدموا له ديكًا مطبوخًا، وضع أبوالعلاء يده عليه وقال مخاطبًا الديك: استضعفوك فذبحوك، ولو كنت قويًا هابوك، ثم التفت إلى مَن قدموا له الديك قائلًا: هل تقدرون أن تقدموا لى شبل الأسد؟!، ثم أقسم ألا يذوق الديك قائلًا: والله ما أكلتك. منذ بضعة أيام، زرت صاحب هذه السطور، وطلبت منه أن يصاحبنى فى مركبتى «آلة الزمن» حتى نقوم برحلة إلى مصر القديمة، فقد عشقت مصر من كثرة قراءاتى لما يكتب عنها. سألت مرافقى عن الزمن الذى يريده حتى أضبط عداد الآلة عليه، قال الأسرة الثالثة، وفى لحظة كنا هناك!. ما هذه الكتابة الغريبة؟، قال صاحبى: إنها الهيروغليفية التى حدثنا عنها مارتن بارنال فى كتابه: أثينا السوداء، وكيف أن الخط الهيروغليفى هو الأب الأول لكل نظم الكتابة اللاحقة وعلى رأسها اليونانية، القبطية، الرومانية، بل إن أقرب أبجدية للهيروغليفية هى العربية، بل أقرب لغة للمصرية القديمة هى العربية، فالاثنتان تجمعهما:
١- لغات سامية. ٢- الجذر الثلاثى. ٣- تاء التأنيث. ٤- كاف الملكية. ٥- المثنى «أنتما» غير موجودة فى اللغات الأخرى، you معناها أنت أو أنتم، وأنت مضطر أن تقول: Both Of You. ٦- حاء وعين وغين.. إلخ، هذا فضلًا عن آلاف الكلمات التى نقولها وهى مصرية قديمة، لقد جمع د. أحمد كمال باشا ١٦ ألف كلمة مصرية، ونظنها عربية، وبهذه المناسبة يا هربرت كلمة مركبة هى كلمة مصرية، بل كلمة «سير» Sir التى كرمت بها الملكة إليزابيث الثانية الدكتور مجدى يعقوب إنما هى كلمة مصرية موجودة فى قاموس ألان جاردنر.
سألت مرافقى مَن هو الملك؟ قال: زوسر وتنطق بالمصرى القديم جسر أى المنيع أو المقدس، وجاءت منها جسر، جسور، شاهدت هرمًا جميلًا مدرجًا، سألت، قال: إنه الهرم المدرج Step Pyramid، بناه العبقرى المهندس والطبيب إيمحوتب، ومعناها: القادم
فى سلام.
جدير بالذكر أن الطبيب البريطانى Jamison Hurry يطالب بأن يكون رمز مهنتنا هو إيمحوتب وليس أبوقراط لأسباب كثيرة منها أن أبوقراط حتى النبض لم يصفه كما وصفه إيمحوتب فى قوله: النبض هو حديث القلب فى الأوعية الطرفية!. ظهر واحد بجوارنا يقول: «دوواو- نفر»، سألنى هربرت: يعنى إيه؟. قلت: صباح الخير.. إنه يدعونا إلى الإفطار.. مع أسرته!. قال هربرت: لا مانع.. وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله.
نقلا عن المصري اليوم