الاربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣ -
٠٤:
٠٤ م +02:00 EET
بقلم: أدولف موسى
اننى عندما ارى ما يحدث الآن فى مصر اتعجب على قدرة استيعاب العقليه المصريه و قدرتها على التعلم من الماضى. القائد العظيم و الذى يحب بلده بحق لابد ان تكون مصلحة بلده هى هدفه الاول و ليس تشبثه ان يكون هو الحاكم حتى ان لم تكن له كفاءة الحكم. فلنبدأ بمن حكم مصر بعد ثورة الخراب 1952 لكى نحاول ان نتعلم:
- جمال عبد الناصر: الزعيم الجهبز الثورى الذى كان يدعى انه يحب مصر و يريد لها الحريه و العداله. اول ما فعله كان ضد المبادئ التى ادعاها هو ذاته و هى فقدان الهوية المصريه و صبغها بالعافيه بالصبغه العربيه رغم ان المدعى عليه بالعالم العربى لا يمت لبعضه بأى شئ حتى فى طريقة التفكير. استلم جمال عبد الناصر مصر ذو قوة اقتصاديه لا يستهان بها. وضع فى ذهنه المريض فكرة القومية العربيه التى اراد تحقيقها بأى ثمن حتى و لو كان هذا الثمن الانهيار الاقتصادى الكامل لمصر. دخل حروب متعدده تحت فكرة العالم العربى المتحد و الذى كان يهدف بأن يتولى هو زعامته لان زعامة مصر وحدها لم تكفى شراهته المريضه تحت داء العظمه الكاذبه.
لم يستطيع فهم قدراته المحدوده وهى انه ليس له القدره على حكم مصر بما يجعلها مستقره و هذا لا يحدث الا بالاستقرار الاقتصادى كأهم عامل لحرية تقرير مصير شعب او بلد. ضاع الاقتصاد المصرى و بقى هو الزعيم الاكبر و كان لا يجد الا خرابه تسبب هو في خرابها اسمها مصر المهزومه ليبقى على اطلالها زعيماً مهزوماً. لم يفكر يوماً ان يواجه الواقع و هو انه غير اهل للقادة و يتركها لمن يستطيع ذلك افضل منه و بذلك يكون قد اثبت حبه الحقيقى لمصر.
- السيد انور السادات: اننى استعجب له بقدرته العسكريه و حنكته فى استرجاع ارض مصر بالكامل على حق. لكن هل هذا يكفى ان يكون اهلاً لقيادة بلد تريد النهوض الحقيقى؟ كما علمنا التاريخ و الواقع انه مستحيل لاى بلد ان تصل الى الاسقلال الحقيقى او النهوض الا بقوتها الاقتصاديه الذاتيه لكى لا تحتاج الى مساعده خارجيه و التى لابد ان تكون مقرونه بشروط و هى التدخل فى سياستها الداخليه. فتح السادات مجال الاستيراد اى خروج رأس المال من البلد على مصراعيه و لكنه لم ينتبه لتعويض ما خرج بمحاولة تشجيع انتاج محلى كافى يستطيع عن طريق تصديره تعويض ما خرج من رأس مال. انهارت هنا حتى مدخرات البلد التى كانت تحت البلاطه. لم يستوعب السادات ان مدته فى قيادة مصر قد انتهت بتحقيق السلام الذى كان آن ذاك دائم و يعطى الدفه لمن يستطيع تحريك النهوض الاقتصادى للبلد. لو كان فعل هذا كان قد اثبت بالحقيقه مدى حبه الحقيقى لمصر و لكنه لم يقوى على ذلك.
- السيد حسنى مبارك: جاء فى وقت لم يكن له كعسكرى ان يتولى فيه القياده فى مرحلة النهضه الاقتصاديه. فكان وقته هو آخر فرصه للنهوض بمصر و لكن على الطريق الصحيح و هو النهوض الاقتصادى. فى آخر ايامه ترك النهوض الاقتصادى لمن يفهم فى الاقتصاد على حق و لكن بالمفهوم الخاطئ. كان اولاده الاثنين عباقره فى التحرك الاقتصادى و لكن فقط فى جيوبهم وحدهم. هل تصدق ان هناك من اراد ان يحكم مصر و كان يتاجر بديون بلده و ان يعبث بالبورصه كما يشاء فقط لمصلحته الشخصيه؟ اننى اتعجب لابناء السيد مبارك و اشهد لهم بقدراتهم الفوق رائعه فى الاقتصاد ولكن كيفية استعمال هذه القدرات كانت اقذر مما يتصوره اى انسان.
- نأتى لاعظم حاكم جلس على عرش مصر! السيد العظيم الرائع محمد مرسى العياط. لا استطيع ان افهم الى الآن كيف وصل هذا الدكتور الى كرسى الحكم. تزوير؟ هل زور السيد مرسى و اتباعه تقريباً 13 مليون صوتاً؟ فلنقل ان فقط 3 مليون صوت قد تم تذويرهم او تم شرائهم بالزيت و السكر، فماذا عن العشره مليون الباقين؟ الدروشه! استعمال الجهل بكل شئ و كل من قال ان هذا سوف ينصر الدين لابد ان ينتخب! هل رأى العالم اجهل من هذا؟ هل كانت هذه غفلة من الزمان ام كانت حقبه لابد ان تمر بها مصر ليفهم شعبها من هم الاخوان المسلمون على حق؟ اننى اتعجب ايضاً على كمية حاملى الدكتوراه الذين يخرجوا لنا من تحت الارض فى كل محطة تلفاز دينيه بالذات. اقدم لسيادتكم الكتور فلان و الدكتور فلان و هلم جرى. انتظر ان يفتح احدا منهم فمه و يتحفنا بكميه و نوعية فكره الذى اوصله للحصول على دكترته لاننى كنت اتعشم على يقين ان ما سوف يخرج من فمه فقط "ذبد" لانه حاصل على دكتوراه!
الصاعقه، فقط لاغير جهل و زباله بل تخلف وبائى ليس له نظير. ماذا تعلمت سيدى الدكتور لكى يخرج من فمك ما يدل على عقليتك المتخلفه؟ اننى اريد محاكمة من اعطاك حق حمل هذه الدكتره و احكم عيه بالاعدام رمياً بما يخرج من فم حاملى هذه الدكتوراه و هى الزباله. هنا جاء دور عبقرى الاقتصاد فى عصر السيد الرئيس مرسى و هو السيد الاروع منه خيرت الشاطر و هو على حق شاطر و لكن فى النصب و تلفيق تعاليم عقيدته لكى يعطى لنفسه شرعية النصب كما فعل من قبله جهبز الامه السيد محمد حسان و شرع احقية الكذب و طريقة استعماله لكى يكون كذب مشرع.
اننى اتعجب على نوعية الماده اللاسقه التى يستعملها حكام البلاد المتخلفه و طريقة استعمال الشعارات كانت ثوريه او دينيه لكى يحلوا لانفسهم الالتصاق بالقياده! حتى جاء هذا العصر كما كان من قبل و لكن بشراسه اكبر. الم يفهم السيد مرسى الى الان انه لا يحتكم على كفائة القياده؟ و لكنه يستعمل القوه و قتل المخالفين له تحت بند الشرعيه. حتى ان كانت الانتخابات قد مرت بطريقه سليمه و اصبح هو على حق الرئيس المنتخب بكل امانه، لابد انه بعد ان خاض تجربة القيادة قد علم انه ليس اهل لها و ليست له قدرة القياده. حتى و ان كان هناك من يحركه من الخلف، قد اثبت هدا المحرك انه فاشل. بالعنف لن تحل اى مشكله لو كان اى منهم يهتم بمستقبل مصر على حق و يدعى حبه و غرامه و هيامه بها فليترك من هو له كفائه ان يحكمها حتى وان كان يحب مصر اقل منهم. الحب وحده لا يوفر رغيف العيش بل القدره على تحقيق الاقتصاد المستقر. الناس شنعت شعارات و لازالت جائعه لرغيف العيش.