بقلم - ماجد سوس
زيارة خاطفة لأم الدنيا، إلتقيت فيها مع أحب الناس إلي قلبي، إلتقيت أولا بقداسة البابا تواضروس وتبادلنا حوارا وأفكاراً في العديد من الموضوعات الكنسية والوطنية والإدارية والإحداث الجارية، حوار ممتع ازداد معه يقيني بعظمة الرجل واستنارة فكره ورؤيته وبان لي ضآلة من يقاوموه وتجلت أمامي محبته العميقة للكنيسة وشعبها وطاقة احتماله التي تفوق احتمال البشر .

في بيت أبي الآباء وشيخ الكهنة، القمص تادرس يعقوب كانت البركة والنعمة التي أجزلها الله علينا، فيكفي النظر إلى وجه مسيح الرب لترى الرب المسيح والكلمات هنا تعجز عن وصف المهابة والشعور بحضور الرب بقوة حين تجلس مع هذا الرجل وتستمع إلى كلماته القليلة وصوته الخافت الذي يظهر معه وهن الجسد مع قوة الروح.

في مقره بالعصافرة البحرية، إلتقيت بأحد أنشط خدام الرب، رجل يجمع بين القول والفعل، موهبة الكلمة التي تسرق القلوب بالروح وتأسِرها لصالح المسيح، والعمل الجبار في خدمة الأسر المحتاجة والمستورة والأرامل والأيتام بجانب خدمة الشباب في عمل منظم بعناية، وهو ابونا الأسقف الحبيب نيافة الانبا باڤلي الأسقف العام لكنائس المنتزه. في لقاءنا وقد تحدثنا في أمور كثيرة وكان من أجملها، حديثه عن أبوه الروحي المتنيح الأنبا مكاري اسقف سيناء، الذي استشهد في حادث أليم .

ألتقيت بأحد أنشط رجال الكهنوت في الكرازة، القمص أغسطينوس موريس وقد امتدّت خدمته لخارج الإسكندرية والمهجر في نهضات شبابية أعادت الكثير لحضن المسيح وهو صاحب الخدمة الجبارة المسماه شمس البر، والتي تخدم عشرات الآلاف من شباب الأسكندرية وأحيلك لمقالي التفصيلي التي كتبت فيه بالتفصيل عن هذه الخدمة الجبارة.

ثم إلتقيت بالكاتب والإعلامي الكبير والمحلل السياسي، عماد الدين أديب ورؤيته الصائبة لما يدور حولنا من أحداث ودعوته لزيارتي في كاليفورنيا.

شاهدت عن قرب العديد من المدن والطرق والأحياء والمواصلات الحديثة التي أقامها الرئيس السيسي وتمشيت في مدينة العالمين وقلت لهم ما يحدث في مصر أمر لم يكن أن يصدقه أحد مطلقا، كيف استطاع المصريون أن يضاهوا أجمل المناطق في العالم بل ويتخطوها في اللمسات البديعية.

ارتفاع الاسعار أمر محزن ولكنه على كل بلدان العالم على الإطلاق فقبل ذهابي إلى مصر قمت بزيارة روما وجدت الأسعار مرتفعة جدا والمشردون كثيرون في الشوارع والكل يتكلم عن ارتفاع الاسعار وهو ما بدأنا نشعر به بطريقة ملموسة في الولايات المتحدة التي نعيش فيها. والأمر لا يتحمله نظام دولة بمفرده والحل في يد الدول الكبرى والمنظمات المتخصصة.

السلبية الملفته الخطيرة التي وجدتها في مصر بالرغم من بناء العديد من الطرق المتسعة الضخمة، هي المرور  وحوادث الطرق والمرور هنا أقصد به جميع الأطراف، السائقين والمشاة والمركبات وشرطة المرور وخاصة ضباط الصف وغيرهم فالجميع ويعلوهم وزارة الداخلية ومن فوقهم جميعاً، الإرادة السياسية الكل يجب ان يقف موقف حاسم فاصل في تاريخ هذه الأمه لينقذها من نزيف الأسفلت المتزايد. وقد قمت مرتين بتقديم ورقة عمل لإنقاذ المرور في مصر ولم يلتفت لها أحد. سأعيد نشرها قريباً.

ستبقى مصر، تاج العلاء ودراته رغم أنف الحاقدين.