محرر الأقباط متحدون 
من شوارع قرية نجريج الصغيرة في دلتا النيل، حيث كان طفلٌ نحيل الجسد يلعب الكرة متقمصًا أدوار رونالدو وزيدان، انطلقت مسيرة محمد صلاح نحو العالمية. مدربه الأول، غمري عبد الحميد، يتذكره لاعبًا استثنائيًا بمهارات تفوق أقرانه وعزيمة لا تلين، حتى أصبح اليوم أحد أكثر المهاجمين تسجيلًا للأهداف في العالم، برصيد 245 هدفًا في 402 مباراة مع ليفربول منذ 2017، متوجًا بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
 
رحلة صلاح لم تكن سهلة؛ ست سنوات قضاها بين المدرسة ونادي المقاولون العرب في القاهرة، متنقلًا بحافلات مكتظة ولساعات طويلة يوميًا، في تجربة صقلت شخصيته وقوّت إرادته. 
 
يرى المدرب هاني رمزي أن هذه المعاناة صنعت لاعبًا قادرًا على الثبات في القمة. من التألق في كأس العالم للشباب 2011، إلى التأهل التاريخي لمونديال 2018 بركلة جزاء حاسمة أمام الكونغو، أصبح صلاح رمزًا وطنيًا لكل المصريين.
 
لكن تأثيره تخطى الملاعب؛ في نجريج، أقام مشاريع خدمية وخيرية، من مكتب بريد ووحدة إسعاف إلى دعم الأيتام والفقراء. تقول السيدة رشيدة، التي استفادت من جمعيته: “محمد بمثابة أخ لنا، متواضع وكريم”.
 
وبينما يستعد لقيادة منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية 2025، ثم كأس العالم 2026، يؤكد زملاؤه السابقون أنه لم يعد بحاجة لإثبات شيء، فقد أصبح بالفعل أسطورة ليفربول وأيقونة الكرة المصرية.