محرر الأقباط متحدون
برعاية البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة أورشليم، واستجابةً لطلب ذي صلة، أوفدت بطريركية القدس لجنة ثلاثية من أخوية القبر المقدس إلى دير القديسة كاترين في سيناء، ضمّت كلًّا من: رئيس أساقفة قسطنطينة أريستارخوس، وممثل القبر المقدس في اليونان الأرشمندريت إيرونيموس، وأمين سرّ المجمع المقدس الأرشمندريت خريستوذولوس، بمشاركة أستاذ القانون الكنسي السيد ثيودور ياغو.
خلفية الأزمة
جاءت هذه الخطوة على خلفية الاضطرابات التي شهدها الدير، بعد أن وجّه جزء من الأخوية قرارًا للجمعية العامة يقضي بتعليق مهام رئيس الأساقفة داميانوس، الأمر الذي اعتبره الأخير تصرفًا غير قانوني وانقلابيًا. وقد سبق الزيارة سلسلة لقاءات في أثينا يوم الخميس 7 أغسطس 2025، قبل أن يتوجه الوفد إلى سيناء، التزامًا بالترتيب الكنسي وتطبيقًا للقوانين المقدسة التي تُلزم بطريركية القدس بالعناية الرعوية في نطاق ولايتها الروحية، وأجرت حوارًا مطولًا مع الآباء الأجلاء المقيمين والعاملين في الدير منذ سنوات طويلة. وفي ظل روح الاحترام المتبادل، والحكمة الروحية، والوعي بخطورة القضايا، وصلوات القديسة كاترين، شفيعة الدير، جرى بحث مستفيض للأوضاع الراهنة والتطلعات المستقبلية، مع تقدير خاص للحضور الروحي الرصين للجنة، وللتحليل الدقيق الذي أسهمت به في مقاربة الوضع ومعالجته.
اللقاء مع رئيس الأساقفة داميانوس
انتظر أعضاء اللجنة ثلاثة أيام بصبر ومحبة كبيرين حتى تمكنوا من لقاء صاحب السيادة سيناء داميانوس'> رئيس أساقفة سيناء داميانوس، في 7 أغسطس، وسط أجواء من الاحترام المتبادل والحكمة الروحية. وقد شابت المفاوضات حادثة استفزازية، تمثلت في نشر وسائل إعلام يونانية رسالة مزعومة من المطران داميانوس ينكر فيها سلطة بطريركية القدس على الدير، وهو ما زاد من تعقيد المشهد.
الحوار مع رهبان الدير
بعد اللقاء مع المطران داميانوس، انتقلت اللجنة إلى دير القديسة كاترين حيث عقدت حوارًا مطولًا مع الآباء الأجلاء المقيمين والخادمين في الدير منذ سنوات طويلة، في أجواء من التكتم الروحي، والوعي العميق بخطورة القضايا، وبرعاية شفيعة الدير القديسة كاترين.
تناولت النقاشات أوضاع الدير الراهنة والتحديات المستقبلية، وشهدت تقديرًا خاصًا للحضور الروحي الرصين للجنة، ولتحليلها الدقيق في مقاربة الوضع القائم.
ونظرًا للاهتمام الأبوي الدافئ الذي أبداه غبطته، كما نقله ممثلو أخوية القبر المقدس، والذي لقي تجاوبًا وامتنانًا من الآباء، تم التأكيد على أهمية التعاون المنسق مع السلطات السياسية المختصة، والحفاظ على جميع الأوضاع التقليدية والأنظمة الخاصة التي رافقت الدير على مر العصور. وفي هذا الإطار، كان واضحًا أن جميع الأطراف أبدت استعدادها، بحكمة الزمن، لإعادة النظر عند الضرورة في الإجراءات الكفيلة بصون الحقوق المشروعة والمطالبة بها، بروح المصالحة والسلام.
كما عبّر الآباء عن قلقهم الدائم ومحبتهم لسيادة رئيس أساقفة سيناء الموقر، الذي تشكل شخصيته وخدمته جزءًا أصيلًا من حياة الأخوية.
تصريحات البطريركية
أكد بيان بطريركية القدس أن «الاهتمام الأبوي الحار الذي أبداه صاحب الغبطة، كما نقله ممثلو أخوية القبر المقدس، قوبل بامتنان وتقدير من الآباء، مع التشديد على أهمية التعاون المنسق مع السلطات السياسية المختصة، والحفاظ على التقاليد الراسخة والأنظمة الخاصة التي رافقت الدير عبر العصور».
وأضاف البيان: «اتفق الجميع، بحكمة الزمن، على الاستعداد لإعادة النظر، عند الضرورة، في الإجراءات الكفيلة بصون الحقوق المشروعة والمطالبة بها، بروح المصالحة والسلام».
موقف رهبان الدير
و خلال اللقاء، عبّر أعضاء الأخوية عن نيتهم إعادة النظر في موقفهم بشأن الوضع القانوني (الملكية) للدير، في جو من التفاهم السلمي والمصالحة. كما أكدوا محبتهم وتقديرهم للأب رئيس الدير، مشيرين إلى أن شخصيته وخدمته الممتدة لسنوات طويلة تشكل مرجعًا أساسيًا في حياة الدير.
المخرجات والاتفاق
في ختام اللقاء، أُعلن عن الإرادة المشتركة، بروح الوحدة والمسؤولية الواعية، للمضي قدمًا في عقد الجمعية العامة في موعدها المقرر، حيث ستُناقش جميع القضايا المدرجة مسبقًا على جدول الأعمال، بهدف الوصول إلى قرارات تخدم مصلحة دير القديسة كاترين، وفق نظامه القانوني وتقاليده المرعية.
ومن المنتظر أن يعبّر المجمع المقدس لبطريركية القدس عن موقفه الرسمي من نتائج هذه الزيارة في المرحلة القادمة، ما سيحدد المسار النهائي لمعالجة الأزمة.