القمص يوحنا نصيف
+ الولد الذي كان معه الخمس الخبزات والسمكتين، كطعام بسيط له، تحوَّل إلى بطل عظيم ومؤثِّر، عندما وضع إمكانيّاته الضئيلة بحُبٍّ وإيمان في يديّ الربّ يسوع، وصنع فَرقًا كبيرًا مع الكنيسة كلّها!
+ هكذا نحن أيضًا عندما نقدّم نفوسنا بإخلاص ومحبّة للمسيح، ونطيع وصاياه، فسوف يضع بركته العظيمة في حياتنا، ويتمجّد بشكل مُعجِزي من خلالنا.
+ الله لا يهمّه أن يعمل بالكبار، ولكن مَن يعمل معه حتّى لو كان صغيرًا فسيصير كبيرًا وعظيمًا.
+ في القديم، قال الله لإرميا: "لا تَقُل أنّي ولد".. ينبغي أن نؤمن أنّ الصِغار يكبرون على يديه!
+ عندما حاول موسى الاعتذار عن الخدمة، بحجّة أنّه ثقيل الفم في الكلام، وكان صغيرًا في عينيّ نفسه؛ أعطاه الله نعمة عظيمة، حتّى أنّه في النهاية دُعِيَ "كليم الله". لقد وقف أمام الملك متحدِّثًا بقوّة، وصار قائدًا عظيمًا لشعب غليظ الرقبة وليس من السهل ترويضه، ونجح في القيادة والتعليم بشكل مُبهِر.
+ قيل أنّ الله لا يَدعُو المؤهّلين، ولكنّه يؤهِّل الذين يدعوهم!
+ الوقت الذي فيه دعا الله جدعون للعمل معه في تخليص الشعب من عبوديّة المديانيّين، كان جدعون يرى نفسه صغيرًا جدًّا، فسبطه هو سبط منَسّى الصغير، وعشيرته ذليلة وسط السبط، كما أنّه كان الأصغر في بيت أبيه؛ ولكنّ الله كان يراه بشكل مختلف، حتّى أنّه قال له بفم الملاك: "الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ.. اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟" (قض6: 11-16).. وبالفِعل تمجّد الله معه في هزيمة المديانيّين وطردهم من الأراضي التي كانوا يحتلّونها، مستخدمًا ثلاثمائة جندي فقط في مواجهة جيوش كرمل البحر في الكثرة (قض7: 12)!
+ لما كان داود النبي شابًّا صغيرًا، ودفعته غيرته أن يقوم بمواجهة جليات، كان يُدرك أنّ المواجهة غير متكافئة، كما أبلغه شاول الملك بأنّه غلام بينما جليات رجل حرب منذ صباه، وقد احتقره جليات وهدّده بكلمات مُرعبة. لكنّ داود كان متّكلاً على الله بكلّ قلبه، وقال لجليات "أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ" (1صم17). وبالفِعل تمجّد الله بقوّة، وكان يوم خلاص لكلّ شعب إسرائيل. وبعد ذلك عندما كان شاول يطارده ليقتله -بلا سبب- عاتبه بروح المحبّة قائلاً: "وَرَاءَ مَنْ خَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ وَرَاءَ مَنْ أَنْتَ مُطَارِدٌ؟ وَرَاءَ كَلْبٍ مَيْتٍ! وَرَاءَ بُرْغُوثٍ وَاحِدٍ!" (1صم24: 14)! هكذا كان يرى نفسه صغيرًا، ولكنّه كان كبيرًا ومحبوبًا في عينيّ الله!
+ كانت المرأة الشونميّة في عهد أليشع النبي، تعتبر نفسهًا إنسانة بسيطة من عامّة الشعب، وتقول "إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي" (2مل4: 13)، ولكن بإيمانها ومحبّتها لله وخدمتها الجميلة، استحقّت أن تنال ابنًا في شيخوختها، ويُقيمه الله من الموت أيضًا على يد أليشع، فشَهَدَ لها الكتابُ أنّها كانت امرأة عظيمة (2مل4: 😎.
+ وَصَفَ القدّيس بولس الرسول نفسه بأنّه مثل السَّقط وأصغر جميع الرسل، بل غير مستحق أن يُدعَى رسولاً (1كو15: 8-9)، ولكنّه عندما سلّم كلّ حياته وإمكانيّاته للمسيح، فقد عمل الله فيه وبه أعمالاً عظيمة جدًّا، واستخدمه لنشر ملكوته في بلاد كثيرة!
+ ما أجمل أن نشعر أنّنا صغار؛ كأطفال في يد أب كبير وعظيم، يستطيع أن يحمينا ويتمجّد بقوّة في حياتنا!
+ إنّها فرصتنا دائمًا أن نضع كلّ إمكانيّاتنا تحت أمره، وبلا أيّ تحَفُّظ.. لكي نختبر عمله المجيد، ونكون سبب بركة عظيمة لكلّ مَن حولنا.
القمص يوحنا نصيف