د. نبيل صليب
دخلت قلوبنا، وعقولنا، وضمائرنا بتعاليمك، وخدمتك، ومحبتك الفيّاضة، والأبوّة الجامعة للجميع.بإرشاداتك ونصائحك وصلواتك، كنتَ المرشد لكل أسرة، والراعي الأمين لكل أب وأم، والصديق الوفي لكل شاب وشابة، وكان لك اهتمام خاص بالأطفال، بقلبك الحنون، وضحكتك البشوشة والبسيطة.فاستطعتَ أن تجذب الكثيرين من المخدومين من بلاد متفرقة في أوروبا وأفريقيا، إلى جانب أولادك في ألمانيا.وحتى صار الدير البيت المريح للقلب والنفس، يمنح الطمأنينة للمريض، والغريب، والضيف، ولكل باحث عن حل أو طريق للاستقرار.
وقد استطعتَ، يا سيدنا، أن تُبسّط وتُجسّد تعاليم السيد المسيح عمليًا من خلال التعليم والرعاية، بزياراتك للمرضى، واهتمامك بالسجناء والمحتاجين، ورعايتك لطالبي اللجوء. فلقد أوليت التعليم ونشر الإيمان السليم اهتمامًا كبيرًا، في زمنٍ اختلطت فيه القيم والمبادئ، وذلك من خلال إنشاء الكلية الإكليريكية منذ أكثر من ٢٢ عامًا، والتي تخرّج منها أكثر من ١٣٥ خادمًا، ما بين كهنة وشمامسة. فعقدت المؤتمرات الشبابية، والسمينارات المشتركة مع الكنائس الأخرى، وساهمت في التعاون مع الجامعات والباحثين، خاصة في شؤون الكنيسة القبطية وتاريخها وقديسيها. كما أسست مكتبة قيّمة في الدير، باتت مرجعًا مهمًا للدارسين. فلقد أعطاك الرب موهبة التأسيس والبناء، إلى جانب نظرة مستقبلية واضحة لخدمة شعبك. فقمت ببناء كنيسة الأنبا أنطونيوس على الطراز القبطي، مزينة بالأيقونات الجميلة، ومدعومة برفات القديسين الذين أناروا أوروبا بنور الإيمان، حتى صارت الكنيسة منارة نفتخر بها. كما أسست دير الأنبا أنطونيوس، والكلية الإكليريكية، والمقابر، والملاعب الرياضية، إلى جانب ٣٤ كنيسة في الإيبارشية. وواجبُنا اليوم أن نُردّد مع القديس بولس الرسول:«اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.» (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7)
وكانت مشيئة رب المجد أن يهب حكمةً وبركةً لقداسة البابا تواضروس الثاني في اختياره لسيدنا المحبوب والخادم الأمين، نيافة الأنبا ديسقورس، ليُكمِل المسيرة أسقفًا للإيبارشية ورئيسًا للدير.واليوم نصلّي إلى رب المجد أن يسنده، ويقوّيه، ويبارك خدمته في سنين عديدة وأزمنة سالمة.ونحن جميعًا نقول له من قلوبنا:نحن معك يا سيدنا، نعمل معًا تحت شعارك "نعمل معًا، لأن الحصاد كثير، والفَعَلة قليلون"، بشفاعة سيدنا الأنبا ميشائيل.