كتب - محرر الاقباط متحدون
زار صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة، دير القديسة مريم المجدلية، برفقة وفد من أعضاء أخوية القبر المقدس، للاحتفال بعيد القديسة شفيعة الدير، حيث ألقى غبطته الكلمة التالية:
“عزيزي الأرشمندريت رومان،
عزيزتي الأم الرئيسة أليصابات،
أصحاب النيافة،
أصحاب النعمة،
أعضاء هذه الأخوية المحبوبون بالله،
أيها الإخوة والأخوات في المسيح،
مرة أخرى، نبتهج بالمشاركة معكم في هذا الاحتفال المبارك بعيد القديسة مريم المجدلية، المعادلة للرسل، في هذا الدير المقدس. ونحن نحتفل بهذا العيد العظيم، ننشد هذه الكلمات:
لقد كنتِ نجمةً مشعةً،
تتألقين يا مريم المجدلية، يا من،
بعد الصعود المجيد للمخلص،
طفتِ في المدن والقرى،
مُعلنةً كلمة الإنجيل في كل مكان،
وواضعةً نير المسيح الخفيف على كثيرين.
(الكتاب الحادي عشر من مديح القديسة مريم المجدلية)
من بين أتباع ربنا خلال حياته الأرضية وخدمته، أظهرت القديسة مريم المجدلية التزامًا فريدًا. كان إيمانها راسخًا لا يتزعزع، حتى في مواجهة التهديد المروع. كانت مع ربنا طوال خدمته، وبقيت معه في أحلك ساعات آلامه وموته على الصليب. وكانت أول من جاء إلى القبر بعد السبت، فأصبحت أول شاهدة على قيامة ربنا يسوع المسيح.
لكنها لم تكتُم هذا الوحي لنفسها. بل أعلنته أولًا للتلاميذ، ثم للعالم، فأصبحت “نجمًا ساطعًا” مُبشّرةً بالإنجيل. حتى في عصرنا هذا، في عالمٍ يسوده الارتباك والأزمات، والصراع والفوضى، واللاإنسانية واللامبالاة، تبقى القديسة مريم المجدلية شاهدةً قويةً لنا على أن ظلمة العالم لا تستطيع أن تتغلب علينا، لأننا، مثلها، نحمل في داخلنا شرارة النور، انعكاسًا للنور الحقيقي الذي أتى إلى العالم. القديسة مريم المجدلية مثالٌ يُحتذى به.
رسالتنا في الأرض المقدسة هي خدمة الأماكن المقدسة وحمايتها، فهي شهادة القيامة التي لا جدال فيها. ولا يسعنا أن ننسى أن القديسة مريم المجدلية، بنشرها بشرى القيامة، عززت وحدةً أعمق بين أتباع المسيح. فقد جمع إعلانها الجريء التلاميذ الذين تشتتوا خوفًا بسبب صلب ربنا.
ولوحدتنا أيضًا ثمارها، وهي خلاص الجميع. وحدتنا تضمن طريق الخلاص ووسائله، وكما يقول القديس بولس للقديس تيموثاوس، فإن الإيمان السليم يفتح لنا طريق الخلاص. وكما أظهرت لنا القديسة مريم المجدلية طوال حياتها كمبشرة للآخرين، أن رسالتنا هنا ليست لأنفسنا وحدنا، بل للعالم أجمع، مسيحيين وغير مسيحيين. نتشارك حياةً إنسانيةً مشتركةً ومصيرًا إنسانيًا مشتركًا، ومدينة القدس تُبقي نور الرجاء هذا، النور الذي أضاءته أيضًا القديسة مريم المجدلية، نوراََ لا ينطفئ.
بارككِ الله، أيتها الأم الرئيسة العزيزة، وأعضاء هذا الدير المقدس، وأن تتقووا دائمًا بمثال شفيعكِ السماوي.