الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
حرّيّة الإنسان وإرادة الله
في مجتمعاتٍ يغيب عنها التخطيط، والعلم، والتفكير النقديّ، ينتشر فكرٌ اتّكاليّ خطير، يتلخّص في عبارات مثل:
"خليها على الله"، "نمشي بالبركة"، "نشوف اللي ربنا كاتبه".
كأنّ الله عنده خطّة مفصّلة مسبقًا: تتولد فين، منين، تتجوز مين، تبقى كاهن أو راهبة، تشتغل إيه، تموت إمتى...
لكن الحقيقة، حسب الكتاب المقدّس والتراث الروحي المسيحي، أن هذا الفكر لا يمثّل الإيمان المسيحي، بل يقرب من تصوّر وثني لإله يُسيطر على مصائر الناس كأنهم دُمى.
المسيحية تعلن بوضوح:
"خطة الله" ليست سرًّا غامضا — الله أعلنها نهائيًّا في يسوع المسيح. وماذا تقول هذه الخطة؟
أن يكون الإنسان حرًّا
أن يكون الإنسان سعيدًا
أن يعيش بكرامة لا تُمسّ
أن يكون مبدعًا، ومسؤولًا عن حياته والعالم من حوله
الله لا يريدك أن تكون كاهنًا أو مهندسًا أو منظّف شوارع لمجرّد أن ذلك "مكتوب عليك"…
ما يريده هو:
أن تكون حرًّا، سعيدًا، حيًّا بملء الحياة.
كيف أعرف إرادة الله؟
افحص نفسك بصدق:
العلاقات، الوظائف، القرارات، المجالات التي تُشعرك بالاختناق، بالحزن، بالضياع، بفقدان الحريّة... هذه ليست إرادة الله — لأنها ببساطة ليست إرادتك الحقيقية أيضًا.
اختر / اختاري ما يمنحك الحرّيّة، والفرح، والحياة.
فهذا هو طريق الله.
في زمن اليوبيل، ضع رجاءك في الله الذي وضع رجاءه فيك وينتظر منك أن تكون ابنه وبنته، خليفته، أن تستأنف عملَ الخلق. في يوبيل الرجاء، استقي من الرجاد المسيحيّ حتّى تقوم من قبرك الذي حفره لك آخرون بعادات وتقاليد وأفكار غير مسيحيّة (نسبة للمسيح) عن الله.