كتبها Oliver
القدوس هو الذى أحبنا محبة أزلية أبدية.منذ الأزل من قبل أن يخلقنا خلق لنا الملكوت.كان مهتماً بمصيرنا قبل أن يصنعنا.من قبل إنشاء العالم جهز عالم الروح لنا نحن غير الموجودين.أحبنا و نحن لم نكن بعد. حبه لم يكن حباً عابراً بل حباً أصيلاً في طبيعته الإلهية النورانية.
 
أما نحن فإن محبتنا ليست من نوع محبة الله لنا.ليس فى محبتنا أزلية  و لا نملك  المحبة الأبدية بل ننالها عطية.حبنا للثالوث حباً عابراً لا وزن له.مهما عظمت محبتنا فهي تبقي ومضة خافتة قدام محبة الثالوث.
 
الله أحبنا قبل أن نوجد لأنه يستطيع أن يحبنا و نحن مجرد خطة في تدبيره.أما نحن فلا نستطيع أن نحبه قبل أن نوجد لأن العدم لا يحب و لا يوجد.حبنا للثالوث مجرد إلتفاتة بشرية للمحبة الإلهية.
 
حبنا عابر لأن كل وجودنا على الأرض عبور متدرج.بالمعمودية تحول أصلنا من الأرضي إلى السماوي و تغير مع هذا الميلاد الفوقاني كل شيء.صرنا نتنفس من السماء بكل كلمة تخرج من فم الله.صرنا نتغذى من السماء بالإنجيل و بالجسد المقدس.صرنا نفرح من السماء أفراحاً دائمة.صرنا نحب من السماء نحب الجميع بلا تردد و ننتظر العبور إلى هناك.وقتها صار الحب العابر حباً اصيلاً مستقراً.
 
فلنبدأ بالحب العابر.نحب الذين لا نعرفهم.الذين نقابلهم بلا ترتيب.نحب الغرباء و الذين لن يدوم التعامل معهم.نحب الأشخاص العامة في الأسواق و الطرقات و الهيئات و الذين لا تربطنا بهم أى صلة.نحب الذين يستوقفوننا فجأة يسألوا عن شيئ يريدونه .ننشر بإبتسامة حباً يزين الطرقات و يطرد الشر  و العنف من الشوارع..لعل الذين بلا مأوى يجدون لمسة محبة من قلوب إختبرت الحب الإلهي.
 
المحبة الراسخة سور حماية من ضعف الثقة. الغضب يقلل فرص المحبة  بين الناس.العنف في الشوارع بدأ بالغضب والسلام في القلوب بدأ بالمحبة.لأن فينا نحن أولاد الله الحب العابر الأخطاء المتجاوز الضعفات.فلا إختيار للقلوب الروحية سوي أن تتغاضى عن سلبيات الحياة.
 
 الحب العابر يتخطي حدود المناطق.المحبة لا تنكمش عند الحدود.بل تعبر بنا إلى العالم كله.لقد عبر بولس الرسول حاملاً محبة المسيح إلى مكدونية لأنه سمع رجاءاً يقول أعبر إلينا و أعنا.كن هذا الإنسان الذي يعبر من أجل الغير.إفتقاد النفوس عبور لأجل الغير.كن المحب االذى  لا توقفه حدود الخدمة أو المذهب أو حتى حدود البلاد لأنه يعبد مسيح العالم كله.تطوع للعمل فى أي مكان تصله.ليعطنا الرب أن نهتم بكل البلاد و نصلي لأجلهم و نتعاطف مع ظروفهم و نخدمهم إن إستطعنا بمحبة و نعمة المسيح .
 
أما المحبة للرب يسوع فقد أخذت صفة الأبدية منذ صرنا أبناء الله.محبة ثابتة متواصلة.كالمحبة الزوجية.كل ما تأسس بالمحبة ينمو في طريق الكمال بغير مراقبة.محبتنا للمسيح عبرت الزمن و غادرت الأرض و دخلت ببساطة قلب قدام عرش المسيح و سكنت.