بقلم :حنان فكرى
وماذا بعد صدور قرار الإحالة للمفتى ل 23 متهما من أصل 73 في قضية مجزرة بورسعيد التي حصدت أرواح 74 من الشباب .. 21 متهما منهم 8 من المسجلين الخطر - طبقا لتصريحات محاميي الشهداء – و الباقيين .. جميعهم نفذوا بأياديهم لكن أين بقية المتهمين ؟
نظريا لم تؤجل المحكمة جلستها و لم تستجب للضغوط السياسية للنائب العام الذي قدم أدلة وهمية لإعادة المرافعة ،فى محاولة للتهدئة .. لكن على المستوى العملي تم التأجيل لجلسة 9 مارس، فمن تم الحكم عليهم 21 ليس بينهم أية قيادة أمنية و لا قيادة أدراية بالنادي المصري، و ليس بينهم مسئولي الكهرباء بالنادي ،ولم تصل التحقيقات للمخططين أو المتورطين،لم تدين المحكمة أيا ممن تخلوا عن واجبهم و أولهم من منحهما النظام و الرئيس الحالي مرسى قلادة النيل.
فالمسئولية تقع أولا على من كان يحكم البلاد سياسيا و امنيا حين وقوع الحادث، فالمشير طنطاوى و الفريق عنان مسئولين عما جرى و الجيش في هذه الواقعة تحديدا رفض تامين الإستاد من الداخل أما الداخلية فحدث ولا حرج ..
أين عصام الدين محمد سمك ؟ لواء ومدير أمن بورسعيد السابق و المتهم بالاتفاق مع المتهمين وإعطاء أوامر للقوات بعدم التعامل مع الأحداث؟
أين عبد العزيز فهمي حسن .. لواء ومدير الأمن المركزي ببورسعيد السابق – و المتهم بتسهيل الاعتداء وعدم تفتيش المتهمين عند دخولهم الإستاد.
أين محمود فتحي عز الدين.. لواء ونائب مدير أمن بورسعيد السابق
أين جمال علي عبد السيد.. لواء ومساعد مدير أمن بورسعيد للأمن العام – المتهم بأنه شارك في الاتفاق علي أن يكون تفتيش جمهور المصري ظاهري غير دقيق
أين أبو بكر مختار هاشم – لواء ومساعد مدير أمن بورسعيد للوحدات – المسئول عن تأمين مدرج الأهلي في إستاد بورسعيد وقت المباراة.
أين مصطفى صالح الرزاز – عميد ومدير مباحث بورسعيد سابقا – مسئول عن التفتيش والسماح بدخول الأسلحة في مدرجات جمهور المصري؟
أين هشام أحمد سليم – عقيد ومفتش الأمن العام ببورسعيد – و المتهم بتسهيل اقتحام جماهير المصري لمدرج الأهلي.
أين بهي الدين نصر زغلول .. مدير الأمن الوطني ببورسعيد – أثبت تصوير الكاميرات وجوده وقت الواقعة واكتفائه بمشاهدة القتل ولم يتدخل؟
من حكم عليهم يا سادة هم الدنف و الشيطان و موئة، و أمثالهم ممن تعلن أسمائهم عن تاريخهم الاجرامى ..أو من الشباب المنتمين لروابط الالتراس المصري فأين الفاعل الحقيقي ؟؟
فوجود مخطط لتنفيذ مقتل هذا العدد لا يمكن أن يمر تحت بصر و بصيرة وضمير إلا فاقدي الضمير من القيادات .. فأين عقوبة هؤلاء .. صدور قرار بالإحالة للمفتى اليوم على 23 يعنى ضمنيا انه لن تكون هناك إحالات أخرى في الجلسة القادمة – طبقا لنصوص القانون - .. و ربما تأتى براءات .. ولما لا؟ فكل من قتل الثوار فى 28 يناير 2011 حصل على البراءة .. ولما لا ؟ فمهرجان البراءات جارى الاستكمال ..
لكن الصادم في الأمر هو رد فعل بعض النخبويين الذين قالوا : " هانعمل ايه دلوقت الالتراس بيحتفل مش مكمل معانا " !! .. صرخة بالمصري الفصيح يستحقها هؤلاء .. "يا لهووووووووى " ..هل تنتظر الحركة الوطنية المصرية ضد نظام فاشي والحراك السياسي المفترض انه متزن .. و الأداء النخبوي المفترض انه مختبر ..مشاركة الالتراس هل تعتمدون على مجموعات الالتراس في نضالكم ؟! هل أوقفتم قضيتنا الوطنية على النطق بالحكم في قضية بورسعيد ؟! و التساؤل الآن هل الالتراس كانوا يخرجون دفاعا عن الوطن أم عن رابطة رياضية ؟! نحن لا نؤجج الصدور ولكن نتساءل.
صادم جدا ان يعلق الناس أمالهم على قرار .. صادم جدا أن يقف الناس مكتوفي الايدى و ينتظرون الأعيب الإخوان و ثغرات القانون لإنقاذ وطن .. صادم جدا أن نبحث عن إرادة و قيادة في أن واحد ..حتى بعد إصدارها البيان التصعيدي الذي جاء متأخرا عن الشارع كثيرا .. نعم صادم أن يظل الوطن حبيسا لنظام طالما سار على خطوات من سبقوه و حتما سيلقى ذات المصير .