دكتور بول غبريال – راعي الكنيسة العربية الكتابية – شيكاجو
منذ نعومة أظفارنا ونحن نميل بفطرتنا إلى حبّ السيطرة، نرغب في معرفة التفاصيل كافة قبل الإقدام على أي خطوة.
نحب أن تكون الأمور تحت أنظارنا، والخطط واضحة، والنهايات مضمونة. ولذلك، يصعب علينا كثيرًا أن نعيش ما جاء في رسالة العبرانيين:
“بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي.” (عبرانيين ١١: ٨)
كثيرون منّا يطلبون من الرب أن يكشف لهم الخطة كاملة قبل أن يتحركوا خطوة واحدة. لكن من أعظم اختبارات الإيمان أن تسير والطريق أمامك غير واضح.
كل ما يطلبه الله منك هو أن تثق به، أن تؤمن بمحبته، وتبدأ المسير.
فما يهمّ ليس إلى أين تذهب، بل مع مَن تسير.
فإن كنت تسير مع الرب، فأنت في أمان، لأن المكتوب يقول:
“الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَنْ يُعْوِزَنِي شَيْءٌ… إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي.” (مزمور ٢٣: ١، ٤)
قد يكون ما في يدك الآن عزيزًا عليك، ولكن ما أعدّه الله لك أعظم بكثير من كل ما تتمسك به. سلِّم له أمرك، واتكل عليه، كما قيل:
“تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.” (أمثال ٣: ٥)
حين تضع يدك في يد الرب، ستدرك معنى العظمة الحقيقية، لا كما يراها العالم، بل كما يراها الله، مصدر كل مجد وكرامة.