كتبها Oliver
أنت الأزلي الأبدي و أنا سراب بدا يوماً علي الأرض و مضى.صوتي و ملامحي خيالات .أعمالي لمحة من الهلام أو خداعات البصر.أنت القدوس و أنا بلا قداسة بدونك.كنت هكذا و بقيت حتى مضيت.
تركتُ بصمات إذا نبشها عصفور بجناحيه زالت.تعبي يبقي لمن يريد إلا أنا.كانت الأرض لوحة و كنت فيها خطاً مرسوماً بالتراب ما أبقته الريح.ما كان لي مستقراً و لا موضعاً لراحتى.أنت وحدك راحتى.مسكني المفرح رغم عدم إستحقاقي بالكلية.
كلماتي كتبتها كأنها على سطح الماء سارت .هبت الأمواج فضاعت.هكذا حكمة الإنسان قدامك فليت لي حكمة روحك يا قدوس.
خبراتي كمعرفة الأطفال.كل يوم أنساها و تنساني.لا تدوم المعرفة و إن دامت غابت عن قلوب الصغار.عشت كبيراً بخبرة ضئيلة و لم أعرف عن عظمتك الكثير.فإن شئت أن تريني شيئاً من مجدك فها أنا قادم إليك خالياً إلا من رجاء فيك و عشم في مراحمك.
كل ما أقتنيه ذاكرة ضعيفة نسيت الخطايا و نسيت البر أيضاً لكن أعمال عنايتك غلبتها و بصمات محبة باقية و مراحمك متجددة.
كيف يكون نومي إن لم تسبقه مغفرة خطاياي.لا أطلب زفة ملائكية بل أرجو حضنك الغافر ,صوتك الفاتح الأبواب الأبدية, القائل للفارغين إلا من الإيمان بقدرتك تعالوا يا مباركي أبي,ليكن يومي يوم ترفع المسكين من المزبلة.يوم تجعل الآخير مقبولاً في زمرة القديسين.يوم تغفر لي كما للص .تدعوني لأكون لك كما كنت لي.
أعمالي في ميزانك كالقش صارت.جهادي كضربات فى الهواء .ليس فىَّ ما وضعته يوم ولدتني بروحك من بر و مغانم الملكوت.رُد لى ما ضاع قبل أن تطلب مني أرباح الوزنات.لأنه من توالي السنوات تاه مني كل شيء.فقط بقي رجاءى فيك ينقذني. ها أنا أقر و أعترف قبل مجيئك أيها الأمين وحدك.
حان الخريف.كل الأصوات صارت كصفير العاصف في أذني.الأوراق التي بجواري سبقتني و راحت.حان دوري فإلتقطني حين أنسلخ من هذا العالم.إزرعني فى الأرض الجديدة.لأنه مهما كنت خاطئاً فلن تفوق خطاياي مراحمك.متى غادرت العالم خالياً أكسوني بثوب برك و توجني بغفرانك.
ها أنا قبل الرحيل أتوسل.فما أعلم حينها بأى لغة أترجي.الآن تفتح العين علي لقياك.تفتح الأحضان للنفس التي شقيت بلا ثمر.للروح التي تدولتها الضربات ما إرتاحت.كن راحتي و سلامي و فرحى.
ليكن سلام للروح لا فزع. أشواق متدفقة لمن مات و إشتراني.ليكن يوم الرحيل كله لك و إليك و بك. لا يتدخل الغرباء فى أمري و لا يتنازع الأشرار على روحي .بل أكون محاطاً بنعمتك فلا يقترب الشرير مني يوم لقياك.
كان اللص معك على الصليب يدرك أنه يموت .كان بطرس معك علي المياه يدرك أنه يغرق.و أنا الآن لا أدرك سوي حاجتي إليك.مد لي يدك السخية بالنعم و المجد. لا أريد سوى أن أصير لك.و إن لم أكن علي صورتك فأنت صورني فيك من جديد.أنت لا تحتاج إلى زمن لتؤهلني للأبدية معك و أنا مهما طال الزمن لا أستطيع أن أكن كفؤاً لملكوتك.أنت تبررني بروحك.تبرئني بمراحمك.تنيرني بنعمتك و مجدك.وقتها فقط أقول أني خلصت.