الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
يؤمن الإخوان المسلمين بالمظاهرات السلمية، أوهذا ما يدعيه الإخوان، من حقك إنك تنزل تتظاهر سلمياً، من حقك تنزل تنادي بأعلى صوتك بما تريد، ومن حقنا نسد وداننا عما تريد، يا عيني على الصبر. لا عنكم ما آمنتم بأي حاجة، وسيبوني أكلمكم بلغتكم يا متدينين يا بتوع المساجد والزوايا، مش برضه المؤمن بالله لا يكتب مؤمناً إلا إذا صلى وصام ودفع الذكاة أو العشور لدى المسيحيين، وهناك فروض لا تكتب إلا لمن استطاع إليها سبيلاً، طب لو ما عملشي بها يبقى مؤمن؟، يمكن يبقى مؤمن، بس يبقى إيمانه يقف على ما وكر بقلبه والله أعلم بالقلوب، طب إدوني أمارة على إيمانكم بالمظاهرات السلمية.
هل تنفذون ما تنادي به المظاهرات السلمية؟ هل تسمعون هتافها؟ هل تلبونها؟ هل تفهمونها؟ هل تشعرون بالمتظاهرين المسالمين ضدكم وضد سرقتكم للبلد؟ ولثورة البلاد والعباد؟ هل تأمنون المظاهرات؟ يعني هل تجعلون المظاهرات السلمية في مأمن من كل قاتل أو بلطجي، أم أنكم تطلقون عليهم مليشياتكم لكي تقتصوا من تلك المظاهرات السلمية، وإن لم تكن مليشياتكم هي التي تحتك بتلك التظاهرات وإن لم تكن هي التي خطفت وعذبت وادعت زوراً وبهتاناً على ابرياء بأنهم مخربين وشاربي خمور وزناة وعملاء ومأجورين، فقولوا لنا من هم أولائك القتلة والشبيحة اللذين ظهروا عند قصر الاتحادية؟ وأين تأمينكم لتلك المظاهرات التي تدعون أنكم تؤمنون بها.
عنكم ما آمنتم بها، المظاهرات السلمية شرعية بإيمانكم بها وبغير إيمانكم بها، بتأمينكم لها وبغير تأمينكم لها، لكن اعلموا أنكم إن لم تؤمنوا بها إيماناً قلبياً عملياً يرى النور ستتحول تلك المظاهرات السلمية لمظاهرات تشيل ما تخلي، مظاهرات تخريبية لتجبركم أن تسمعوها وتنظروها وتهتمون بها وتلبون ندائها، فبدون إيمانكم العملي ستحولوها نار، تشيل ما تخلي، أما إيمانكم هذا الدعائي لا لزوم له، فاحتفظوا به لأنفسكم لمظاهراتكم التي تخرجون بها تشتمون وتسبون مخالفيكم، وبالمناسبة أتعتبرون أن خروجكم بمظاهرات لا تخرب ولا تحرق فقط تسب وتشتم وتدعي على الآخرين ما ليس فيهم، مظاهرات سلمية، ألا تعلمون أن جرح السوط يخدش أما جرح اللسان فيسحق.
لا تؤمنوا بسلمية المظاهرات، ولا تؤمنوا بالله، فأنتم أبعد عنه بنهر دماء سفكتموه بأيديكم وبأيدي شرطة تحميكم، شلال دماء يمحو كلمة سلمية، ويكتب كلمة أخرى كلمة ثورية دموية، دم يصبغ علم مصر بالأحمر أكثر من ذلك الأبيض الذي يأخذ في البهتان رويداً رويداً بسبب أفعالكم الدموية، وصم آذانكم عن نداء الحرية، ولم يبقى في العَلم إلا السواد الذي تتشح به السيدات في بلادنا، والإحمرار الذي يصطبغ به أكفان شهداء مصر، شهداء الحرية.
المختصر المفيد الإيمان يتم بالعمل والفعل، وليس بالكلام والادعاء.