كتبها Oliver
لأجل سلام الأرض بعثت الأنوار الملائكية.لم تتأخر حمايتك للنفوس الصغيرة .أنين الزروع و الورود يصل سماءك.و الأوراق الجافة تحملها بالريح فلا تتكسر بعد.روحك الذى يحتضن الجبال هو الذى يهدهد العصافير على أغصانها.يدك تمسك الأفرع الناشئة و تحمل السنابل في جيوبها فتبقي للخير ما تبقي.
بإصبعك تشير على الأرض كيف ترتسم الأوطان.هل تحفر بركة سلوام من النيل إلي الهيكل.فتنفتح أعين السائرين بين دروب سيناء.هل رتبت نوراً للغارقين في الظلمة و نويت أن تنتشلهم.هل رتبت أيادي المنقذين.هل حددت الأسماء.هل سنعرفها اليوم أم غداً أم ليس بعد؟
الذين لا يعرفون سر أوجاعهم ولأجل قدرتهم يستخفون بآلامهم .تأت ساعة و يبصرون كم أخفيت عنهم من الضربات.و بعصاك و ليس عصا موسي إنتهرت الحيات التي تدخل النفس.فإذ هم يجدون منك عناية تفوق إهتمامهم بأنفسهم.لأنك تدخلهم إلى حضنك و تنزع من رؤوسهم أوجاعهم القديمة.و إذ يختبرون عملك يندهشون منك يا حامل الأختام الحبيب.
أسمع حفيف أجنحة الطيور تخفق كالعابرين في البحر الأحمر.إلي أين يذهبون و من أين يأتون؟ أسمع صوت ترنيمات لم آلفها .لأسمع أناس يترنمون لأول مرة.من هؤلاء و من أين أتوا؟ هل سيأتِ آخرون بعدهم ؟ هل سيبقي البحر منشقاً لأجلهم فيعبر الذين لم يعبروا بعد. هل سيبقي عمود السحاب في بلادنا و تبقي وعودك؟ تزيد على إبراهيم أمماً كثيرة.
القبور تتفتح.و تظل تتفتح.الخارجون منها ليسوا كالأموات.السائرون يشقون ضوء الفجر.يصنعون من أشعة الشمس أوسمة.من ومضات النجوم تيجان.أبيًضُ قلب هذه الأوطان من يعرفها.الغارقون في سر أسرار الليل يبشرون بالنهار.و أنا أتعجب من قوتهم.لماذا تستعصي عليَ ايها الفهم.أين لي بحكمة يا روح الله .اسير أنا كمقنعة بين القطعان.متي أنعم بالحرية.ألم يحن الوقت بعد؟
ها هي الأركان توضع.الأسوار توشك علي التمام.الحدود أُثبتت.أنت تدافع عن الضعفاء في المدينة.المسكين في القرية ينتظرك.يا من تتجول قبل الصبح و بعد الصبح.تصنع من الجافي حلاوة.إني أنتظرك.أراقب لعلي أفهم.أدقق لعلي أبصر.كتبت و كأنني لم أكتب لكنك تعلم ما كتبت و ما لم أكتب.َقِرب السفر و لا تغلقه فعيني كليلة و أنت مرتجى النفس.
أريتني الأرامل النائحات بجوار أسوار متهدمة تتساقط دموعهن كمن يفقد روحه. فهل أري أيضاً السيدات الجالسات علي عروشهن.جدد عمر الشعوب و أسوارها بلا ندم.لأجل الأعاظم أنتظر فمسيح العالم حى.لأكن شاهدك ما دمت موجوداً.
الخبز اليابس و الثوب المتهرئ من طول السفر هل يصبح له عندك نصيب و يأخذ منك وعداً بالتجديد.لقد أقسم يشوع للذين تقمصوا البؤس بالزيف ألا يضرهم و أنفذ قسمه فهل تقسم أنت للبائسين بالحقيقة كي تحييهم و تنفذ خلاصك.فإن القرعات على أبواب صهيون تعلو.صوت المنادي ينادي أن الزيتونتان تقتربان من المنارة.
أوصي عليك أطياب الناردين.أوصي عليك نسمات جبل الزيتون .أوصي عليك قطعان موسي.أوصي عليك شموس النهار.لا تتأخر عليَ لأن النير قد حز عنقي.تأففت حتي من كل جلدي....سآخذ حتماً ثياب الوصية و أستتر بيد السامري الأمين.و إن تسرب العمر هباءاً تبقي أنت مانح أصحاب الساعة الأخيرة رجاءاً.ها أنا أعود و أنتظر .