كمال زاخر

•• يَا مَنْ يُجِيِبُ إِذَا دَعَاه
دَاعٍ لَهُ يَبْغِي رِضَاه
•• أُنْظُرْ لِمَنْ أَقْصَىَ مُنَاه
فَوْزٌ بِرَحْمَةِ رَبِّهِ
•• المَرْءُ فِي الدُنْيَا خَيَال
يَسْرِي وَيَنْسَخُهُ الزَوَال
•• فإِذَا إِرْتَدَى ثَوْبَ الكَمَال
وأَخَذَ الصَلَاحَ كَرَأسَ مَال
•• وسَعَى لِرِضَى رَبُّ الجَلَال
رَبِحَتْ تِجَارَةُ كَسْبِهِ .

كانت هذه الكلمات، التي تفضل بذكرها، بقلب شاعر يفيض رقة، الصديق الأديب الأستاذ رشدي عوض دميان، في رثاء  صديق عزيز له، سطور من ترنيمة تقال في مقدمة صلاة جناز الأربعين أو جناز السنة، وهو طقس قديم نسبياً، وقد ألغي ليحل محله ذكر المنتقل في ترحيم بالقداس يتلى عقب صلاة المجمع الذي تذكر فيه الكنيسة نماذج من قديسيها وفي مقدمتهم القديسة العذراء مريم، في رسالة واضحة أن المنتقل قد انضم لجوقة القديسين في كشف ممتد لا ينقطع، فالكنيسة أم ولود. وسيكتمل فرحها عندما يتسلمها عريسها الأعظم، في المجد، عروس له.

هي ـ الكنيسة ـ بحسب وصف القديس بولس الرسول من يُقَدِّسَهَا، المسيح، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،

لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ."
(أفسس 5 : 25 ـ 27).

ويكَشَفُ ترتيب صلوات الجناز عن تمتع من جمعها بحس انساني يدرك ماهية الموت بعيون مسيحية، ورغم انه طقس مستجد نسبياً لكنه كان يرسخ بعدا اجتماعياً روحيا انسانياً في خصوصيته، وكان يضم صلاة الشكر التي تتقدم كل صلوات الكنيسة الليتورجية، وأوشية الراقدين، وطلبة من اجل راحة نفس المنتقل، وفصول من رسائل القديس بولس الرسول، والمزامير والإنجيل 
 المقدس، وتنتهي بكلمة تعزية مناسبة .

كان الاعتراض عليه كونه يجدد الأحزان، وكأنها بهذا تذهب بعيداً.