القمص يوحنا نصيف
    وضع السيد المسيح لخُدَّامه أنوارًا على الطريق لِحِفظهم من التَّعَثُّر:
    1- مَن هو الأعظم؟

    هذه هي اشتياقات قلب كُلّ إنسان لأنه مخلوق على صورة الله، فهو يريد أن يكون عظيمًا.. والله أنار طريق العَظمَة.. الالتصاق بالتراب لن يثمر إلاّ انحطاطًا وتفاهة، أما الالتصاق بالرب والاتّكال عليه مِن كُلّ القلب فهو طريق العَظمَة الحقيقيَّة.

    وأعطانا يسوع "الطفل" مَثلاً عجيبًا؛ فهو يحبّ أباه كُلّ الحُب، ويثق فيه كُلّ الثقة، ويفتخر به، ويؤمن أن يأخذ منه كُلّ ما يريد، لأنه أبوه وفي يده كُلّ شيء، والطفل في ذاته ليس في يده شيء ولا يحمل هَمّ شيء، ولا يعمل لكرامته حسابًا كبيرًا، لكنّ أباه هو الكُلّ في الكُلّ بالنسبة له.. هذا هو سِرّ العَظَمَة.. أن يعيش الإنسان بقلب طفل!

    2- الخادم ملتزم بأولاد يسوع وبكلّ احتياجاتهم:
    والربّ يسوع صَحَّح مفهوم الخدمة عند التلاميذ عندما طلبوا منه أن يصرف الجموع فَهُم قد أدُّوا الخدمة الاعتيادية من وعظ وإرشاد، وكفى.. لكن يسوع يريد أن نكون رجالاً وملتزمين، ونُشْبِع كافة احتياجات أولاده من فيض كنز بركاته الموضوعة تحت تصَرُّفنا.

    3- علينا أن نقدِّم كُلّ ما نملك من إمكانيات..
    سواء خمس خبزات وسمكتين، أو رَفْع الحجر من على باب القبر...إلخ. والربّ قادر أن يعمل دورَه بقوَّة بعد تقديم هذه الإمكانيات البسيطة. العجيب أنها شرطٌ لعمل الله؛ لأنّها تكشف إيمان القلب وتوضِّح عَجْز الإنسان.. فيَضع رجاءه بالكامل في يد الله.

    4- المعجزة في حياة الخدَّام..
    ليست مجرّد حَدَث قد يصاحب خدمتهم، لكن الواقع أنّ حياتهم المُتَّحِدة بالله تسير كلّها على مستوى المعجزة في كُلّ شيء، وبالأكثر في الخدمة.
    والمُعجزة تكون حَيَّة باستمرار في داخلهم، لأنّ تجديد القلب بالتوبة كُلّ يوم هو في الحقيقة مُعجزة. أمَّا المُعجزات الخارجيَّة فهي بالتأكيد تُثَبِّت الإيمان، ولكنها ليست أساسيّة.. وعمومًا الله لا يحرمنا منها بدليل إقامة لعازر قبل الصليب على الرغم من الآف المُعجزات التي عملها يسوع أثناء الكرازة مع التلاميذ ولكن كانت هذه المُعجزة لكي يؤمنوا، أو بمعنى أَدَقّ ليزداد ويتقوَّى إيمانهم.

    5- لا تحملوا كيسًا... ولا تُسَلِّموا على أحد...
    المسيح يريد ألاّ ننشغل بشيء إلا بالملكوت والدعوة المقدسة للتوبة، ولا نهتمّ إلاّ بالهدف الأساسي الذي أرسلنا من أجله.. لأنّ تعَلُّق الإنسان باحتياجاته أو بمعارفه أو بالجوّ المحيط به سيعوق الخدمة ويُؤخِّر الثمر! 

    6- الفرح..
    يكون أساسًا من أجل أسمائنا المكتوبة في ملكوت السموات، وبنصيبنا الأبدي مع الربّ يسوع.. لأنّ أفراح الخدمة التي تأتي من نضوج الثمر، قد تتأخّر لسبب أو لآخر!

    7- هذا غرس وذاك سقى، ولكنّ الربّ هو الذي يُنْمي (1كو3)..
    وتدبيرات الله عجيبة في نموّ الغروس، وكُلّ شيء له عنده وقت مُحَدّد بدِقة، فعلينا أن نعمل عملنا وندعو يسوع ليشفي لعازر مثلاً، ثم نترك له عمله ليُرَتِّب حضوره في الوقت المناسب ويدبِّر كُلّ شيء، وحتمًا ستكون تدابيره للخير والبنيان.. ولذلك فإنّ طول الأناة وعدم فقدان الأمل، هي من الفضائل الأساسيّة التي يجب أن يتحلّى بها الذين يعملون في كرْم الربّ.

    8- "الذي يسمع منكم يسمع مِنِّي"
    يا للخطورة.. ياربّي يسوع أعطِنِي أن تتقدّس شفتاي باسمك وأن لا تخرُج من فمي كلمة بلا منفعة، بل كُلّ ما يكون صالحًا للبنيان.
    9- "أعطيكم السلطان لتدوسوا الحيّات والعقارب.."

    لذلك لا نخاف مهما قابلنا من حيَات وعقارب وكُلّ قوّات العدو، لأنّ لنا سلطانًا عظيمًا لندوسها بملء القوّة وبتنفيذ الوصيّة، ونغلب الشر بالخير وبمحبة غامرة لا تسقط أبدًا!

    10- "مِن قَبِل ولدًا واحدًا باسمي فقد قبلني.."
    هذه فرصة للجميع، وخاصّة في مدارس الأحد وخدمة الأطفال الأبرياء بحُب وإخلاص، فخدمتهم هي قبول ليسوع شخصيًّا وتلامس حيّ معه..!  
القمص يوحنا نصيف