بقلم الأب يسطس الأورشليمى
في سفر إرمياء النبي يقول الرب "محبةً أبديةً أحببتُكِ من أجل ذلك أدمتُ لكِ الرحمة” (إر3:31)..
يقُول الرّب للنفس البشرية: أحببتُكِ حين كُنتِ في عقلي منذ الأزل، وأحببتُكِ حين سهرت عليكِ الليالي، وأحببتُكِ حين اشتريتُكِ بدمي الغالي وأحببتُكِ حين عُدتِ لي ثانيةً، هذه هي النفس البشرية الغالية على قلب الله والذي عانى الكثير من أجلها، لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كُل مَن يُؤمن به، بل تكُون له الحياة الأبدية..
منذ أن كانت فكرة في عقله الأزلي، وبعد أن جبلها على صُورته ومثاله وبعد سقُوطها في الخطية، ودفع فيها دمه الغالي الثمين على عُود الصليب، ثم أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع، لأنكُم بالنّعمة مُخلّصُون بالإيمان، وذلك ليس منكُم، هُو عطيةُ الله، ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحد، لأننا نحنُ عملُه، مخلُوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحةٍ، قد سبق الله فأعدّها لكي نسلُك فيها (أف6:2-10)..
فالإيمان هُو عطية من الله، والأعمال والتُوبة بمعُونة الرُوح القُدس الذي فينا، تُوّبني يارّب فأتُوب، فهي دعُوة من الله واستجابة من الإنسان، وهُو لا يُريد منك سُوى الإرادة، فهل تأتي إليه؟! أتمنى ذلك من كُل قلبي..
يقُول الرّب يسُوع المسيح: كم مرّةٍ أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تُريدُوا، والله يُريد أن جميع الناس يخلُصُون، وإلى معرفة الحقّ يُقبلُون، ويقُول أيضاً: هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صُوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهُو معي، أنظر (مت37:23؛ يو23:14؛ 1تي4:2؛ رؤ20:3)..
أقام أفلاطون الفيلسُوف حفلة للفلاسفة، وزين بيته بالسجاد الثمين وكان بين المدعُوين ديوجين الفيلسُوف، وكان ناسكاً جداً فتعجب كيف أن فيلسُوف كأفلاطون يفرش قصره بمثل هذا السجاد الفاخر، داس بقدمه على السجاد مُشمئزاً، فسأله أفلاطون: لماذا تدُوس على السجاد هكذا يا ديوجين، فقال: أنا لا أدوس على السجاد، إنما على كبرياء أفلاطون، فأجابه أفلاطون: ولكنك تدُوس على كبرياء أفلاطون بكبرياء آخر!!
الفيلسُوف الأيرلندي الساخر برنارد شو، كثيراً ما تحدث عن الإنسان المثالي Super Man ، فأتته مُغنية أيرلندية جميلة، وقالت له: ما رأيك في أن نتزُوج، وننجب ابناً يرث جمالي ويرث ذكاءك، ويكُون الإنسان المثالي؟ فأعتذر" برنارد شو" عن قبول هذا الزُواج، وقال لتلك المُغنية الجميلة: آسف فإن نتيجة هذا الزُواج غير مضمُونة، فربما الابن المُولُود يأخذ جماله مني وذكاءه منك، فيصبح لاشيء في الحياة على الإطلاق!!
وقال عن: العلم والعقل، قد يكُون إنسان جاهلاً، ولكنه مُؤدب، فيحتمل الناس جهله من أجل أدبه، وقد لا يكُون مُؤدباً ولكنه عالم، فيُقبل الناس إلى علمه مُحتملين نقص أدبه، أما أن يكُون بلا علم ولا أدب، فالُويل له !!
قيل أن: بسمارك، أكبر السياسيين في أوروبا في زمنه دُعي لحفل، فلم يضعه المنظمُون في المكان المناسب اللائق به في الحفلة، ولاحظ رئيس "البروتوكول" ذلك، فأسرع إليه معتذراً، وقال له: أنا آسف يا سيد " بسمارك" المفرُوض أنك تجلس في المكان الرئيسي، فأجابه في هدُوء شديد: لا تأسف مُطلقاً، فحيثما جلس بسمارك، يكُون هذا هُو المكان الرئيسي !!
قال أحد الحكماء العظماء: اليُوم الذي يمر من عمرك دُون أن تتعلم فيه شيئاً جديداً، هُو يُوم ضائع من عمرك فلا تحسبه، سُواء كان التعلم بالقراءة، أو الملاحظة، أو المُشاهدة، أو التأمل، أو التجربة..الخ
قال القديس يوحنا ذهبي الفم: هناك طريقة تستطيع أن تقضي بها على عدُوك، وهي أن تُحُوّل العدُو إلى صديق، ومَن لا تُوافقك صداقته، لا تتخذه لك عدُواً، فالناس يُفضلُون العطاء في النُور، والأخذ في الظلمة !!
قال أحد الأدباء: ليس الحب بين الاثنين أن يتطلع كُل منهما إلى الآخر، بل أن يتطلع كلاهما في ذات الاتجاه، فإن تحب هذا سهل، أما أن يستمر حُبك وتحتفظ به سنُوات، فهذا من أصعب الأمُور!!
قال أحد القديسين:
المحبّة تبني والعداوة تهدم، والذي يبني يرتفع دائماً إلى فُوق، بينما الذي يهدم يهبط دائماً إلى أسفل، وزهرة واحدة لا تصنع حديقة !!
قال أحد الأدباء:
عندما نقتل نمراً، نقُول: هذه رياضة الصيد، وعندما يقتلنا النمر، نقُول: هذه وحشية، وأن مقياس الرقي هُو في معاملتك لخصُومك، وأعداءك !!
قال أحد القديسين:
الإنسان الحكيم يُحاسب نفسه على كُل" كلمة" قبل أن يقُولها، أما غير الحكيم، فلا يُحاسب نفسه على كلامه إلا بعد أن يقُوله، والأحمق لا يُحاسب نفسه إطلاقاً على كلامه، بل يُحاسبه النّاس !!
الناس ثلاثة أنُواع: أُناس تصنعهُم الأحداث، وأُناس يصنعُون الأحداث وأُناس يتفرجُون على الأحداث، فهُناك نُوع يعمل، ونُوع ثان يدع الآخرين يعملُون، ونوع ثالث لا يعمل، ولا يدع أحد يعمل، وقد عجبت لمَن يغسل وجهه مرات في النهار، ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة !!
قال أحد الشعراء:
لا تقل: أن الحياة تعب قبل أن تتأكد من إن المُوت راحة، وألا تكُون قد خسرت صداقة الاثنين، فالحياة حُلم ينتهي بالمُوت، ثم يستيقظ الإنسان !!
ليس أفضل من أن يضع الإنسان الملامة على نفسه، وكما يقول الكتاب المُقدس: لا تدينُوا لكي لا تُدانُوا (مت1:7-7)..
إذا سامحت حقاً وأزلتّ البُغضة من قلبك، فلا تضع على قبرها نصباً تذكارياً، فإذا أخطأ إليك أحد أحسبه شيئاً زهيداً، فيبدأ الانتصار، ثم سامحه فينتهي الأمر وتصفُو وتهدى نفسك..