د.ممدوح حليم
مؤلفاته
منذ نشأة الرهبنة، لم يهتم الرهبان بتأليف الكتب ، اقتصر نشاطهم في هذا المجال على نسخ الكتب المقدسة، بل إن من سجل سيرتهم وأقوالهم كانوا من الرحالة الأجانب
ومع دخول المطابع الأهلية مصر في النصف الثاني من القرن ١٩ ، بدأ قليل من الرهبان الكتابة في المجلات القبطية وتأليف بعض الكتب محدودة العدد ، منذ النصف الثاني من القرن العشرين بدأت بعض الأديرة تقتني المطابع. في مطلع السبعينات اشترى دير أنبأ مقار مطبعة حديثة متطورة...
ولم يحدث أن قام راهب بنشر هذا العدد الكبير من الكتب التي يصل عددها ل ١٨٠ كتاب
وتتنوع احجام كتب الأب متى المسكين بين الكتب الصغيرة ومتوسطة الحجم والمراجع الكبيرة التي يمكن أن توضع على رفوف مكتبات كليات اللاهوت العملاقة في كل العالم
وتتنوع مواضيع هذه الكتب ما بين العقيدي والنسكي والروحي وما يتعلق بالأعياد الكنسية وأصوامها وما يخص الرهبنة وآباءها وغيرها . لقد غطى مساحة واسعة من الفكر القبطي الأرثوذكسي
أن أول كتبه وأشهرها هو كتاب " حياة الصلاة الأرثوذكسية" الذي صدر عام ١٩٥٢، وهو الكتاب الذي تسبب في شهرته، وقد قال عنه المطران جورج خضر اللبناني " لأول مرة يتتلمذ الروم على كتاب قبطي"
في هذا الكتاب اهتم بنشر اقوال الآباء خاصة آباء الرهبنة مما لفت نظر البعض لأهمية دراسة هذه الأقوال، وكان رائدا في هذا المجال..
وفي المرحلة الأخيرة من حياته، بدأ يصدر سلسلة من تفاسير أسفار العهد الجديد ، في هذه السلسلة رجع كلية إلى تفاسير علماء العهد الجديد الغربيين ، الإنجليز والألمان والأمريكيين ، ولا تجد فيها أثر لشروح آباء الكنيسة الشرقية الارثوذكسية، الأمر الذي يعكس تفوق الغرب في شرح الكتاب ومحدودية فائدة شروح آباء الشرق.
وختاما نقول إن الأب متى المسكين ظاهرة فريدة نادرة في تاريخ الرهبنة عبر العصور وهو نجم ساطع متألق براق في سمائها ، ونقطة تحول كبرى في تاريخها كراهب عكف على الصلاة والقراءة والتأليف دون تكاسل، وإن شابت سيرته وحياته بعض السلبيات والتصادمات.
(انتهت السلسلة)