الأقباط متحدون - نعم هو سيدنا
أخر تحديث ١٣:٤٦ | الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣ | ١٩ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نعم هو سيدنا

بقلم: ماجد سوس


 أود اليوم ان اتحدث معك عزيزي القاريء عن بعض القرارات الهامة التي صدرت عن صاحب القداسة البابا الانبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في بداية عهده المبارك على انه قد استوقفني امرا هاما لابد ان اطرحه عليكم اولا قبل الخوض في تلك القرارات ، فقد كتب لي أحد القراء الأعزاء متسائلا كيف و نحن قد حررنا الهنا من العبودية ان نقبل على انفسنا ان ننادي الأب البطريرك او الأسقف بكلمة سيدنا  واقترح علي  ان نقول له ابونا  بدون هذه الكلمة التي تنم عن خنوعنا للكنيسة و ليس خضوعنا لقادتها .

بدأت حديثي معه قائلا أشكرك ياسيد فلان على رسالتك و دعني قبل ان استرسل ان انبه ذهنك ان قولي لك ياسيد فلان لن يجعلك انت سيد وانا عبدك بل هي كلمة احترام أُسيّدك فيها الحديث او الموقف .هكذا تعلمنا تأدبا ان ننادي بعضنا بالسيد على انه في وجود من يكبرنا مقاما وشأنا نكنيه بكلمة تعبر عن سيادته للقاء او للإجتماع او للعمل لذلك فإن كلمة سيدنا لاتفهم من منظور العبودية بل من اداب التعامل مع رجال الله و كلنا متساوين امام الله لافرق بيننا على ان الاب البطريرك او الاسقف هو الاول بين متساوين واولنا هو من يسود علينا و يقودنا .وقد أكدت القواميس العربية ان كلمة "سيد" أيضا لفظ تشريفي يلقى تبجيلا و احتراما على الشخص وقيل ايضا انه لقب المتولي للجماعات الكثيرة.

 ولأن لنا مرجعية اولية وهي كتابنا المقدس فإليك بعض الشواهد الكتابية التي تؤكد استخدام هذا اللفظ عند التكلم مع رجال الله .
فعندما اراد بنو حث ان يتكلموا مع ابونا ابراهيم و رغم انه لم يكن سيدهم قالوا له :" اسمعنا يا سيدي انت رئيس من الله بيننا. (تك 28 : 5 )وقد كان يشوع تلميذ موسى يناديه قائلا:ياسيدي موسى (عدد 28) بل ان هارون وهو اخو موسى النبي كان يناديه سيدي (عدد 12 :11) حنه ام صموئيل كانت تخاطب عالي الكاهن بياسيدي (1 صم 1 :15 ) كان عوبديا ينادي ايليا النبي بياسيدي (1 ملوك 18 : 7 ) وفي العهد الجديد أيضاً قيلت للقديسين بطرس وبولس : 
  استيقظ حافظ السجن ... وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد ثم اخرجهما وقال يا سيدي ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك (أعمال 16 : 27 ). 
 
 أنتقل معك عزيزي القاريء الى الجزء الخاص بالقرارات التى صدرت عن المقر البابوي  فبعد القرار الرائع الذي أعاد للكنائس وقارها بعدم التصفيق داخل صحن الكنيسة و امام الهيكل المقدس والذي لاقى قبولا رائجا في كل الأوساط القبطية ، كانت البداية لعهد جديدا دشنه قداسة البابا تواضروس الثاني وأسماه عهد مصالحة و أصدر ثلاثة قرارات 

 القرار الأول بشأن إيبارشيات الأقصر ودشنا والمحلة الكبرى وأساقفتها والأنبا إيساك الخورى ابيسكوبوس، قرر البابا تواضروس تشكيل لجنة من المجمع المقدس،برئاسة المطران جزيل الإحترام الأنبا باخوميوس مطران كرسي البحيرة والخمس مدن الغربية و القائم مقام البطريرك السابق والأنبا هدرا مطران أسوان، والأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق، والأنبا بيمن أسقف دشنا وقوص، والأنبا يوسف أسقف جنوبى أمريكا، وذلك لدراسة وضع الإيبارشيات المشار إليها، وكذلك الآباء الأساقفة، وإعداد تقرير يقدم فى جلسة المجمع المقدس القادمة خلال الخمسين المقدسة، وبناء عليه يتم اتخاذ القرار المناسب لكل على حدة..وهو في هذا كالأب الحنون الذي يعطي لأولاده فرصة جديدة لإعادة النظر في بعض التصرفات التي تحفظ عليها المجمع المقدس من قبل في عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ولا سيما انهم جميعا اباء أفاضل مشهودا لهم من شعوبهم .

 القرار الثاني ، والذي ادخل البهجة في نفوس شعب ايبارشية لوس انجلوس وهو اختيار اسقفهم المحبوب الحكيم نيافة الانبا سيرابيون ليكون مشرفاً إشرافاً كاملا على دير القديس العظيم الانبا أنطونيوس ببرية كاليفورنيا وهو قرار صائب طالما طال اشتياقنا له ولاسيما ان معظم مرتادي الدير هم ابناء ايبارشية لوس انجيلوس  كما ان نيافته مشهودا له من أعضاء المجمع المقدس و من الجميع ومن كل من يعرفه بحسن الادارة والتدبير و الأبوة و القيادة الحكيمة وقد انجح الخدمة بتفانيه و فطنته  في كل عمل اسنده الله إليه بدءا بإسقفية الخدمات و ما قدمته و تقدمه للشعب المصري و مرورا بالخدمة في سويسرا حتى تثبيته على كرسية المبارك في جنوب كاليفورنيا و انا اتوقع يا أحبائي  نهضة حقيقية سيلمسها كل انسان في الفترة القادمة واتوقع اذدهار الرهبنة في هذه المنطقة على يديه المباركتين ، أصلي ان يعينه الرب ويثبته على كرسيه سنينا عديدة سلامية هادئة.

 القرار الثالث ، بشأن الكنائس فى أوروبا، حيث جاء بالقرار نظرا لاتساع الخدمة وامتداد عمل الكنيسة فى بلاد العالم المختلفة لرعاية الأقباط حيثما وجدوا، وصار لنا عشرة من الآباء الأساقفة فى بلاد أوروبا، منهم أساقفة إيبارشيات وأساقفة عموميون، فضلا عن وجود كنائس عديدة، ومن أجل التنسيق بين كل هذه الكنائس والإيبارشيات، فقد أصدر البابا الأنبا تواضروس قرارا بتعيين الأنبا كيرلس أسقف ميلانو وتوابعها بإيطاليا، نائبا بابويا لكل أوروبا، ليعاون قداسة البابا فى أعمال التنسيق وتأسيس الكنائس والإيبارشيات الجديدة، وإعداد الخدام والآباء الكهنة والرهبان، وترتيب النواحى الروحية والرعوية والكنسية المشتركة بين الكنائس والإيبارشيات، مع تشكيل سكرتارية متعددة اللغات بالقاهرة لتسهيل التواصل والاتصال بين الكنيسة الأم وكنائسنا فى أوروبا. ولا يخفى عليكم يا إخوتي العمل و الخدمة الرائعة و الصفات الحسنة التي يتمتع بها الأنبا كيرلس اسقف ميلانو و الذي انسحب من الترشيح للكرسي البابوي رغم الحاح العديد من الآباء و الأبناء الا أنه أبى ان يكمل مفضلا ان يكون بين شعبه في ايبارشيته رافضاً ان يتركها متمسكا بألايكون المترشح اسقفا على شعب ايبارشية.
 
 كما أصدر قداسته قرارا بتعيين القمص ساروفيم السيرياني سكرتيرا له لشئون المهجر ليستفيد من خبراته وافكاره المستنيرة والتي طرحها على الشعب القبطي حين قدم للكنيسة تصوره للخدمة وقدس ابونا هو احد الثلاث اباء الكرام الذي ترشحوا للكرسي البابوي .
 
بعد هذا عقد قداسة البابا تواضروس الثاني مؤتمرا ، الأول من نوعه ، بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي بوادي النطرون للمناقشة أحوال الرهبنة القبطية ، حضر المؤتمر جميع رؤساء الأديرة القبطية الأرثوذكسية، ووكلاء الأديرة، وعدد من من الآباء الرهبان، وناقش المؤتمر القضايا المتعلقة و بالأديرة وخدامات الآباء الرهبان، وكيفية تطوير الخدمة داخل الأديرة كما ناقش أحوال أديرة المهجر، والتي انتشرت بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإستراليا، في عهد البابا الراحل، شنودة الثالث وهو اول مؤتمر للرهبنة في التاريخ الحديث .
 
كما التقى قداسته حتى مع رابطة الأقباط "38" المعارضة وهي تضم مجموعة من الحاصلين علي طلاق أو بطلان كنسي، ولا يستطيعون فسخ العقد المدني في ظل لائحة الكنيسة والتعديلات التي أدخلها المجلس الملي علي لائحة 38 عام 2008، والتي يقتصر فيها الطلاق في المسيحية لعلة الزنا أو تغيير الدين ووعدهم ببحث كل مشكلاتهم و دراستها جيدا.
 
 عزيزي القاريء لقد اختارت المشيئة الإلهية بابانا و بطريركنا بعناية شديدة  فظهرت يد الرب في كل عمل منذ بداية ترشحه و اختياره يوم ميلاده وفي كل قرارته و ردود افعاله الهادئة المتزنة في وقت تمر به بلادنا بظروف قاسية وبمنعطف خطير قد يؤدي بنا الى سنوات شائكة لاقدر الله . نحن اليوم يا أحبائييه في امسّ الجاجه ان نتكاتف حول بابانا نعضده و نشجعه و نصلي من اجله كي يسنده الله في كل اعماله وكلماته. انا اعلم اننا نصلي من اجله في كل صلوات الكنيسة ولكن علينا ان نصلي ايضا من اجله في مخادعنا ومن أجل سلام الكنيسة انه وقت الالتفاف حول قداسته، نترك خلفنا الخلافات و الاختلافات و ننسى ماهو وراء ونمتد لما هو قدام .

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter