محرر الأقباط متحدون
حذر المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، من تنامي مظاهر الكراهية والعنصرية في المجتمعات العربية، معتبرًا أن بعض من يدّعون التدين يسعون إلى إقصاء الآخرين وتكفيرهم والتحريض ضدهم، ما يهدد السلم الأهلي ويخدم أجندات معادية تسعى إلى تفكيك الأمة.
وأشار المطران حنا إلى أن هذه الظواهر منتشرة في أكثر من مكان في المشرق العربي، وتُستغل من قبل أعداء الأمة لتمرير مشاريع استعمارية تستهدف القضية الفلسطينية، وتحديدًا ما يحدث في غزة من انتهاكات وصفها بـ"الجرائم ضد الإنسانية".
ودعا المطران إلى اليقظة والوعي والوحدة، مشددًا على أن وحدة الشعوب العربية هي السلاح الأقوى في مواجهة المؤامرات، والدفاع عن الحقوق والثوابت والقضايا الوطنية.
وأكد أن من يثيرون الفتن ويسعون لتشويه صورة الدين الحقيقي عبر التحريض والإساءة إنما يخدمون مخططات معادية، وقال: "ليس كل من لبس ثوب الدين يمثل الدين، فكم من أولئك يتحدثون باسم الدين وهم يسيئون إليه وإلى القيم الروحية والإنسانية النبيلة".
وجدد المطران حنا رفضه لكل أشكال العنصرية والكراهية، داعيًا إلى ترسيخ ثقافة المحبة والاحترام الإنساني، والتأكيد على أن البشر جميعًا هم عائلة واحدة خلقها الله، مهما اختلفت معتقداتهم أو أديانهم.
وشدد على أن معالجة مظاهر الكراهية لا تكون فقط عبر بيانات الشجب، بل من خلال ثورة ثقافية وتربوية تبدأ من دور العبادة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، بهدف تكريس قيم التلاقي والتفاهم بين جميع مكونات المجتمعات العربية.
وختم بالقول: "لا يجوز أن نترك الساحة للمحرضين والمتاجرين بالدين، فهؤلاء يسعون لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت، في خدمة لمخططات استعمارية مقيتة".