القمص رويس الجاولى

رسالة القديس بولس الرسول الى العبرانيين ( عب )
+++++++++++
مقدمة عامة للرسالة 
++++++++++++
لهذا السفر أهمية خاصة في الكتاب المقدس بكونه السفر الذي يربط العهدين - القديم والجديد - معًا. يعلن للمسيحيين الذين من أصل عبراني أنهم وإن كانوا قد طردوا بواسطة السنهدريم من الهيكل اليهودي وحرموا من خدمته فقد صاروا خارج المحلة يشاركون مسيحهم في صلبه خارج أورشليم لكي يدخل بهم إلى هيكله السماوي، ينعمون بخدمته الفائقة، ويتمتعون بالذبيحة الحقيقية الفريدة. هو سفر انفتاح السماء على المطرودين والمحرومين.

+++ كاتب الرسالة:
+ إذ لم يكتب واضع الرسالة اسمه في صلبها اختلف الدارسون في تسميتها منذ عصر مبكر، ففي الغرب نسب العلامة ترتليان، من رجال القرن الثاني، الرسالة إلى برناباس. لكن بمقارنتها برسالة برناباس نجد الفارق شاسعًا، ونتأكد أنه لا يمكن أن يكون كاتبها واحدًا. وقد ساد الغرب اتجاه بأن الكاتب هو القديس أكلمينضس الروماني، أما بعد القرن الرابع فصار اتفاق عام أنها للرسول بولس.
+ أما بالنسبة للشرق فمنذ البداية كان هناك شبه اتفاق عام على أنها من رسائل معلمنا بولس الرسول. هذا ما قبلته الكنيسة الشرقية بوجه عام، ومدرسة الإسكندرية بوجه خاص. 

+++ لماذا لم يذكر الرسول اسمه؟
اعتاد الرسول بولس أن يذكر اسمه في رسائله، فلماذا لم يفعل هكذا في هذه الرسالة؟ عُرف الرسول بولس في الكنيسة الأولى كرسول الأمم، بينما الرسل بطرس ويوحنا ويعقوب وغيرهم كرسل لليهود، لهذا كان الرسول بولس أكثر تحررًا منهم في شأن الارتباط ببعض الطقوس اليهودية، مما جعل الكثير من المسيحيين الذين من أهل عبراني ينفرون منه، وقد قيل له: "أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى" (أع 21: 21). ولما كانت هذه الرسالة موجهة إلى هذه الفئة، المسيحيين العبرانيين، لهذا كان لائقًا ألاَّ يذكر اسمه حتى لا يحجموا عن قراءتها.

+++ غاية الرسالة:
1. دُعي الرسول بولس لخدمة الأمم، لكنه لم يُحرم من خدمة بني جنسه خاصة الذين كانوا يقطنون بين الأمم، إذ كان يود أن يكون محرومًا من أجلهم (رو 9: 3). الله لم يمنعه من خدمتهم وإن كان قد أرسله بصفة رئيسية للأمم، وذلك كقوله أن السيد المسيح لم يرسله ليعمد (1كو 1: 17) لكن هذا لا يعني منعه من ممارسة العماد.

٢. يمكننا أن ندرك غاية هذه الرسالة إن تفهمنا الصورة الحقيقية للكنيسة الأولى، فقد كان الرسل مع أعداد كبيرة من اليهود الذين آمنوا بالسيد المسيح يشتركون مع إخوتهم وبني جنسهم في عبادة الهيكل ويراعون الناموس، ويقرنون أنفسهم بالأمة اليهودية وبرجائها، ولكن بفكر روحي جديد في المسيح يسوع. لهذا إذ حدث إضطهاد ضد الكنيسة المسيحية وحكم السنهدريم على المسيحيين العبرانيين بالطرد من المقادس ومعاملهتم كمتعدين على الناموس، وأنهم نجسون ومرتدون، جُرح هؤلاء الأتقياء في أعماق قلوبهم. لقد شعروا أنهم من أجل المسيا عُزلوا عن شعب المسيا أو بمعنى أدق عن الشعب الله القديم المنتظر لمجيء المسيا، فكان ذلك بالنسبة لهم جرحًا داميًا وتجربة قاسية. 

٣. كان الهيكل اليهودي على وشك الانهيار التام لتنتهي الطقوس اليهودية في أورشليم وتقطع الذبيحة ويتوقف الكهنوت اللاوي كشف الرسول عن الهيكل المسيحي وذبيحة المسيح والكهنوت الجديد. لقد أوضح حقيقة الظلال القديمة وقوتها وكمالها بعودتها إلى أصولها العميقة في شخص السيد المسيح الذبيح والكاهن إلى الأبد، فعبر بنا من الظل إلى الحق، وعوض شبه السمويات دخل بنا إلى السمويات عينها.

+++ مكان كتابتها:
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم، أن الرسول بولس كتبها في أورشليم وفلسطين.

+++ أقسام الرسالة ومحتوياتها:
يعلن الرسول بولس ما نلناه في المسيح يسوع الذبيح والكاهن خلال مقارنته بما ناله اليهود في العهد القديم من امتيازات وبركات، لهذا جاءت الرسالة تتحدث عن:
1. المسيح والأنبياء     
ص 1: 1 - 3
2. المسيح    
ص 1: 4 - 14، ص 2
3. المسيح     
ص 3
4. المسيح ويشوع    
ص 4
5. المسيح وهرون
ص 5
6. أحاديث إيمانية    
ص 6
7. المسيح وملكي صادق
ص 7
8. المسيح رئيس الكهنة السماوي
ص 8
9. الخدمة السمائية    
ص 9
10. الدخول إلى الأقداس السمائية
ص 10
11. الإيمان     
ص 11
12. الجهاد    
ص 12
13 . وصايا ختامية    
ص 13