القمص رويس الجاولى

رسالة القديس بولس الرسول الى فليمون ( فل )
+++++++++++
مقدمة عامة للرسالة 
++++++++++++
+++ هذه رسالة شخصية وجهها الرسول بولس إلى صديقه فليمون من أجل عبده الهارب أُنسيمس الذي التقى بالرسول في روما وآمن على يده وتاب واعتمد. وبعد فترة أعاده الرسول ومعه هذه الرسالة. وهي رسالة مملوءة حبًا وحملت تطبيقا عمليا للمبادئ المسيحية.  نرى فيها الرسول في انشغاله بالخدمة وبمشكلة العبد أُنسيمس مع سيده فليمون ينسى آلامه هو الشخصية وأنه مسجون، لكن يفيض من حبه لكل من فليمون وأُنسيمس.

+ كان يكفي أن يكتب الرسالة دون أن يرسل العبد، لكنه أراد أن يهب فليمون فرصة التسامح الاختياري فيكون إكليله أعظم، ونرى محبة بولس التي تتضح في أنه لا يأمر بسلطان بل في انسحاق، وقبل أن يطلب حقه تجاه فليمون يفيض عليه بالحب، ويترك له القرار.

+ هنا نرى الرسول بولس يهدم مبدأ العبودية ويصير العبد أخًا، العبد نظير الحر، فلقد اشترى المسيح كلاهما بدمه وحرر كلاهما، وصارا كلاهما ابنان لله على قدم المساواة، لكن بولس لم يهدم مبدأ العبودية خلال ثورة على القوانين القائمة بل خلال المحبة المسيحية، فليمون سامح أُنسيمس وأعطاه الحرية. 
+هنا نرى بولس يستفيد من طاقات كل من حوله، فلقد صار فليمون أسقفًا على كولوسي، وأُنسيمس أسقفًا على بوريا بمكدونية.

+++ فليمون ولد بكولوسي ونشأ فيها وآمن على يد بولس الرسول.

+++ كتب الرسول هذه الرسالة في سجنه الأول في روما سنة 62 أو سنة 63 وهو يذكر أنه أسير (آيات 1، 10، 23) ويتحدث عن رجائه في الخروج طالبًا من فليمون أن يعد له مسكنًا (آية 22).

+ أنسيموس نفسه هو الذي أرسل الرسالة إلى كولوسي. والأشخاص الذين ذكر سلامهم في هذه الرسالة هم المذكورين في الرسالة إلى كولوسي.
+++++++++++

+++ آيات 1-3:- " بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى فِلِيمُونَ الْمَحْبُوبِ وَالْعَامِلِ مَعَنَا، وَإِلَى أَبْفِيَّةَ الْمَحْبُوبَةِ، وَأَرْخِبُّسَ الْمُتَجَنِّدِ مَعَنَا، وَإِلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِكَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."

+ بولس أسير يسوع = أنه يفتخر بآلامه التي قبلها لأجل المسيح. وبقوله أسير يثير حنو قلب فليمون تجاه بولس ليكون لكلماته قوة ويسامح أُنسيمس، وأيضًا فهو أسير ويعلن بهذا مشاركته للعبد فيما يستحقه من أسرْ، ولم يذكر أنه رسول فهو يستخدم أسلوب الحب لا السلطان. وإن كان بولس قد خسر حريته لأجل المسيح ألا يخسر فليمون شيئًا لأجل المسيح ويسامح عبده.

+ وتيموثاوس = كأنه يشرك معه تيموثاوس في طلبه العفو عن أُنسيمس.
+ العامل معنا = شريك في العمل إذًا هو ملتزم بأن يسلك بروح رسولية كخادم ناضج، ويبحث عن خلاص كل نفس. وبالتالي يهتم بنفس أُنسيمس.

+ أبفية وأرخبس = يقول ذهبي الفم أن أبفية هي زوجة فليمون وأن أرخبس هو ابنه. ولاحظ كلمات المحبة والتشجيع. 
+ أبفية وأرخبس = يقول ذهبي الفم أن أبفية هي زوجة فليمون وأن أرخبس هو ابنه. ولاحظ كلمات المحبة والتشجيع.  والكنيسة التي في بيتك = لقد جعل فليمون بيته كنيسة يجتمع فيها المؤمنين. 
+ نعمة وسلام = يذكره بالنعمة الغافرة التي للمسيح ليغفر هو أيضًا لأُنسيمس فيمتلئ سلامًا.

+++ آيات 4-6:- "أَشْكُرُ إِلهِي كُلَّ حِينٍ ذَاكِرًا إِيَّاكَ فِي صَلَوَاتِي، سَامِعًا بِمَحَبَّتِكَ، وَالإِيمَانِ الَّذِي لَكَ نَحْوَ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَلِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

+ قبل أن يطلب منه شيئًا يفيض عليه من محبته، هو يعطيه قبل أن يأخذ منه، يهبه عطفًا أعظم قبل أن يطلب عطاءًا أقل، يفعل هذا حتى لا يرفض طلبه في العفو عن أُنسيمس، فهو لا ينساه في وسط سلاسله بل يصلي لأجله، ويتتبع أخباره، ومعجب بإيمانه ويشكر الله على تقدمه اشكر الهي = هو يشعر بعلاقة خاصة تربطه بالله.  سامعًا بمحبتك والإيمان الذي لك = هذا الإيمان هو سبب المحبة لجميع القديسين. لكي تكون شركة إيمانك = هو يصلي ليكون إيمانه نشيطًا، تنتقل فعاليته، ربما بالمثل أو بالحَثّ إلى الآخرين، الذين يشاهدون تقواه ويقرون بمحبته فيتمثلوا به. كل الصلاح = هذه مقدمة من بولس لفليمون حتى يظهر الصلاح الذي فيه فيعفو عن أُنسيمس.

+++ آية 7:- "لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ."
+ يا لعذوبة حب الكنيسة ووحدتها، فإنها تفرح كثيرًا وتتعزَّى بمحبة رعاتها ورعيتها ونموهم الروحي.

 +++ آية 8:- "لِذلِكَ، وَإِنْ كَانَ لِي بِالْمَسِيحِ ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ آمُرَكَ بِمَا يَلِيقُ."
+ إنه بالمسيح لا يطلب فقط بل يأمر. أن هذه تفهم أنه بالسلطان الذي لي من المسيح آمرك بكذا.  ولكن بمقارنة آيات 7، 8، 9 ومن روح الرسالة نفهم أن المعنى هو من أجل المسيح ومن أجل محبتك التي هي ظاهرة (آية 7) ومن أجل أن هذا هو ما يليق ومن أجل المحبة (آية 9) آمر. إذًا هو أمر في المحبة أو بالمحبة، محبة المسيح.

+++ آية 9:- "مِنْ أَجْلِ الْمَحَبَّةِ، أَطْلُبُ بِالْحَرِيِّ­ إِذْ أَنَا إِنْسَانٌ هكَذَا نَظِيرُ بُولُسَ الشَّيْخِ، وَالآنَ أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَيْضًا."
+ بولس الشيخ = هنا كلمة شيخ تعني السلطان الكهنوتي الأبوي، هي محبة أبوية من بولس لابنه فليمون، ويريد من ابنه أن لا يضيع فرصة نظير هذه ليعمل خيرًا ويعفو ويغفر لمن قد صار أخيه في المسيح.

 +++ آية 10:- "أَطْلُبُ إِلَيْكَ لأَجْلِ ابْنِي أُنِسِيمُسَ، الَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي."

+ ما يُبْهِج قلب فليمون أن أُنسيمس صار مسيحيًّا واعتمد، فصار ابنًا لبولس كما أن فليمون ابن لبولس من قبل، وما يعطي كرامة لأُنسيمس أن بولس ولده وهو في السجن، في معركة قاسية أثناء محاكمته لأجل الرب.

 +++ آية 11:- "الَّذِي كَانَ قَبْلًا غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ و