مجدي جورج
قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف ربما مثلي ملايين المصريين لم يسمعوا عنها من قبل ولكن للاسف اصبحت منذ امس حديث الناس في كل مكان في مصر .
فقد وقعت بها حادثة استشهاد 19 من شبابنا الغالي شهداء لقمة العيش من عمال اليومية الذين يذهبون في كل يوم للعمل في مزارع العنب لمساعدة اسرهم او مساعدة انفسهم للانفاق علي دراستهم العام القادم كما كنت اعمل وانا شاب غض صغير .
الحادثة وقعت في الطريق الاقليمي الموجود بمحافظة المنوفية الذي يقول البعض ان هذا الطريق والذي تم انشاءه منذ ثمانية اعوام به مشكلة مستمرة منذ ثلاث سنوات لم تعالج للان ولذا يقوم البعض بالسير عكس الاتجاه وهو ما قام به سائق شاحنة كبيرة ( تريلا ) فقام بدهس الميكروباص الذي كان يقل هولاء الشهداء فقضي علي كل من فيه .
هولاء الشهداء وهم ثمانية عشر فتاة في عمر الزهور احداهن كما في الصورة ملتحقة حديثا بكلية الهندسة وربما كانت تعمل للانفاق علي دراستها المستقبلية او لمساعدة اسرتها .
دم هولاء الشهداء يجب الا نلقي فيه باللائمة علي سائق الناقلة الثقيلة نتيجة سيره عكس الاتجاه او علي سائق الميكروباس نتيجة كما قيل للسرعة الزائدة ولا ان نلقي عليه علي تعاطي هذا او ذاك للمخدرات فكل هذه موجودة ولكن
الملوم الحقيقي في هذه الحادثة وفي غيرها هو المسئول عن انشاء الطريق الذي تلف بعد خمس سنين فقط من اقامته ( لا نعرف شركة خاصة او شركة عامة او جهة سيادية او غيره )
الملوم الحقيقي هو من ترك هذا الطريق منذ ثلاث سنوات وجزء منه تالف ولم يقم باصلاحه وصيانته فورا نتيجة فساد في هذه الهيئة او هذه الجهة او هذه الوزارة .
الملوم الحقيقي هو الوزير المسئول عن الطرق بل والوزارة كلها التي يجب ان تقوم بصيانة دورية للطرق كما يحدث في كل مكان في العالم وكان يجب عليها ان تقيل هذا الوزير لفشله وهذا طبيعي ويحدث في كل مكان في العالم المتقدم الذي لايقال فيه الوزير فقط بل تقال الحكومة كلها .
الملوم الحقيقي هو من يهمه اولا تحصيل الكارتة والرسوم علي الطرق وهذا حق الدولة بشرط ان يذهب للدولة لا الي جيوب الفاسدين ولم ينفق هذا في تحسين شروط السلامة والصيانة للطرق بين وقت واخر .
ان تصدير رد فعل الحكومة في بيان لوزيرة التضامن ودفع بعض التعويضات مهما عظمت هو استهانة بحياة الناس
وان صدور بيان عن وزير الاوقاف في هذا الوضع الجلل عبث لا معني له وتصدير له للمشهد كي يقبل الفقراء ما حدث وكانه قدر مكتوب عليهم هم فقط .
الفساد موجود ومستشري ولابد من محاربته وهذه مصيبة ضحكة لتسعة عشر أسرة في هذه القرية ودم كل واحد من الشهداء في رقبة كل مسئول يري الفاسد والفساد فيسكت او يتواطي او يشارك او يقبض ثمن سكوته .
رحم الله شهداء كفر السنابسة
مجدي جورج