كتب - محرر الاقباط متحدون
روى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر قصة المسجد الموجود داخل أسوار دير سانت كاترين بسيناء .
موضحا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :" يوجد داخل أسوار الدير بجوار الكنيسة الكبيرة مسجد بمأذنة واحدة مبنية من الطوب النيء والحجر الغشم، وهذا يدل على أن بناءها تم على عجل وأن بانيها لم يكن ذو اقتدار وحنكة في البناء.
كما أوضح :"المحفوظات الخطية الموجودة في الدير تذكر أن الرهبان أنفسهم قاموا ببنائها فوق حجرة الطعام لحماية الدير في وقت تعرض فيه لخطر الدمار في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله (1021:996م = 411:386ﻫ). ففي عام ١١٢٠م، جُيِّشَت حملة لهدم الدير، وصلت الحملة في آخر النهار وتمركزت على مسافة من الدير لمهاجمته في الصباح. لحماية الدير من الدمار عمل الرهبان أنفسهم طوال الليلة ببناء مأذنة فوق حجرة الطعام. وبالفعل في الصباح عندما اتجهت الحمله لمهاجمة الدير لدى رؤيتهم المأذنة انسحبوا تاركين الدير في سلام.
في عام ١٩٨4م عند ترميم المسجد، بإزلة طبقة الجير (الكلس) من على الحوائط والأعمدة داخله وُجدت صلبان منحوتة بشكل بارز على الأقواس، التي تصل بين أعمدة حجرة الطعام. مما يؤكد عدم كونه مسجدًا في الأصل.
وأصدر سلاطين المماليك مراسيم بمنع العربان من دخول الدير بحجة الصلاة في المسجد، وأن الرهبان هم من يُقيمون خادم المسجد "وبجوار الدير المذكور مسجد عامر به مؤذن يذب عن الناهين المذكورين (الرهبان) ويمنع العربان من التشويش عليهم.. وان مراسيمنا الشريفة برزت... عليهم (العربان) انهم لا يطلعون الدير ولا يشوشون عليهم (الرهبان)... وعلى الناهون المذكورون (الرهبان) يكفو المسجد المشار اليه والخادم بالمؤن ومرتب للوقود ومونة المؤذن وكسوته وكلما نتج مؤذن يموت او غيره يقيم الناهين المذكورين غيره"، مرسوم السلطان قايتباي رقم 39.
واختتم :"ﺇن وجود الجامع بداخل دير طور سيناء، وﺇن كان في البداية قد قام ببنائه رهبان الدير تأميناً لحماية الدير من التدمير وأماناً لهم، ﺇلا أنه أصبح، فيما بعد، رمزًا للتعايش المتسامح بين الديانتين المسيحية واﻹسلامية اللتين تكرمان تلك البقعة المقدسة، حيث يقوم الدير.