محرر الأقباط متحدون
في خطوة وصفها مراقبون بالتاريخية، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمته في مدينة لاهاي عن خطة موسعة لزيادة الإنفاق الدفاعي، وذلك في ظل تصاعد التهديدات الأمنية العالمية، وعلى رأسها روسيا والصين، إضافة إلى القلق المتزايد من أدوار إيران وكوريا الشمالية في دعم موسكو.
ويُعد حلف الناتو تحالفاً عسكرياً تأسس عام 1949، ويضم حالياً 32 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية، ويقوم على مبدأ الدفاع الجماعي وفق المادة الخامسة من ميثاقه، والتي تنص على أن أي اعتداء على دولة عضو يُعد اعتداءً على جميع الأعضاء.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الأمين العام للحلف، مارك روته، على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالكامل بالدفاع عن الحلفاء، لكن المطلوب الآن هو أن تتحمل الدول الأوروبية والكندية مسؤولياتها”.
وأضاف: “من العدل أن يوازي إنفاق الحلفاء الأوروبيين والكنديين حجم التزام واشنطن، خاصة مع ازدياد التحديات من موسكو وبكين”.
وعبر رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، عن رأي مغاير، معتبراً أن “الخطر الحقيقي الذي يهدد أوروبا ليس عسكرياً بل اقتصادي”، مشيراً إلى أن فقدان القدرة التنافسية يمثل التحدي الأكبر، وأكد أن أوكرانيا ليست عضواً في الحلف، في تبرير منه لإلغاء مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، جدد الرئيس الأمريكي مطالبته المتكررة بزيادة إنفاق الدول الأعضاء في الحلف إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي،
مضيفاً أن “التنصل من المسؤوليات الدفاعية لم يعد خياراً في ظل التهديدات المتصاعدة”. كما أكد أن هذه الزيادة ستتحقق قريباً، في إشارة إلى تفاهمات داخلية بدأت تتبلور داخل الحلف.
تأتي هذه القرارات في وقت دقيق يواجه فيه العالم حالة من إعادة الاصطفاف الجيوسياسي، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد التوترات الدولية، ودعوات غربية لمزيد من الوحدة والجاهزية العسكرية.