نادر شكري
في تصريح له حول الكلمة المؤثرة التي ألقاها غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي خلال جنازة شهداء كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، قال الحقوقي السوري جميل ديار بكرلي المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان:"لقد شكّلت كلمة غبطة البطريرك صرخة موجوعة خرجت من قلب أب مكلوم، يحمل وجع كنيسته وشعبه. فاجعة بهذا الحجم، تسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة أكثر من 75 آخرين، تُعدّ من أندر المآسي في تاريخ سوريا المعاصر، لا سيما حين تقع في مكان صلاة وعبادة مثل كنيسة مار إلياس."

وأضاف ديار بكرلي:"ما لفتني بشدة في كلمته، هو ما حملته من انتقاد واضح ــ وإن مبطن ــ للسلطة السورية، في غيابها الفاضح عن الجنازة، وفي استمرارها بسياسات الإقصاء والتمييز بين المواطنين. غياب التمثيل الرسمي لم يكن تفصيلاً عابراً، بل رسالة مخزية تُكرّس تهميش مكون أصيل من نسيج سوريا، في ظل هيمنة خطاب (من يحرر يقرر."

وتابع:"الأخطر اليوم هو الحملة المنظمة التي تطال البطريرك، من قبل أبواق السلطة ومرتزقتها الرقميين، والذين لا يتورعون عن مهاجمة الكنيسة وزعيمها الروحي، في محاولة لتخويف المجتمع المسيحي بأكمله. بل الأكثر ألمًا أن نرى بعض المسيحيين أنفسهم ينخرطون في هذا التحريض، ممارسين دور الذميّ الراضي بالإهانة. هؤلاء لا يمثلوننا."

وختم ديار بكرلي تصريحه قائلاً:"الكنيسة اليوم، شئنا أم أبينا، هي المؤسسة الوحيدة الباقية التي تحفظ ما تبقى من كرامتنا كمجتمع مسيحي. الطعن بها، خاصة في هذه اللحظة الحرجة، هو طعن بالذات. وغبطة البطريرك يازجي، بما يمثله من حكمة وهدوء، هو صوت وطني جامع يجب أن يُحترم. وأقولها بوضوح: مقام البطريركية خط أحمر، ومن يتطاول عليه إنما يفتح الباب أمام انهيار آخر الحصون الأخلاقية في وطن يحتضر."