مجدي جورج
صرح بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الاسرائيلي عن ان ما تقوم به اسرائيل الان سيساهم ليس في تغيير وجه منطقة الشرق الاوسط فقط بل وتغيير وجه العالم ايضا .
كلنا نعلم ان الولايات المتحدة حاولت منذ احتلال صدام للكويت وحرب الخليج الاولي وبعدها حرب الخليج الثانية التي قام بها جورج بوش الابن وانتهت بخلع صدام حسين من السلطة انه كان هناك تفكير امريكي جدي لفرض الديمقراطية في المنطقة من خلال ما اطلقوا عليه الفوضي الخلاقة .
الفوضي الخلاقة التي تبناها جورج بوش الاب بمساعدة وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس والتي طبقت في العراق بعد خلع صدام حيث دخل العراق فيما يشبه الحرب الاهلية ولكنها لم تنتهي بانتصار الديمقراطية كما توقع الامريكين ولم تنتهي ايضا بهزيمة القوي الاسلامية الراديكالية بل توحشت هذه القوي بظهور داعش واخواتها وسيطرتها علي منطقة واسعة في العراق وسوريا .
استمرت سياسة الفوضي الخلاقة في عهد اوباما ايضا والذي شجع هو وادارته علي الربيع العربي الذي انتهي بسيطرة الاسلاميين علي الحكم في مصر وتونس وادي الي تقسيم ليبيا واليمن والي دخول سوريا في عدة سنوات سوداء قتل فيها عشرات الالاف وهجر الملايين من منازلهم .
الفوضي الخلاقة التي بدئها جورج بوش في 2005 والتي عملت من خلالها امريكا بكل الروساء الذين مروا عليها من يومها للان ( بوش الابن ، اوباما ، بايدن ، ترامب ) علي محاولة القضاء علي الجماعات الراديكالية الاسلامية التي تبث الكراهية والارهاب ليس في الشرق فقط ولكن في الغرب ايضا مثل حزب الله وحماس والجماعات المسلحة الشيعية في سوريا وللعراق واليمن ولكنها فشلت فشلا ذريعا .
اسرائيل لم يكن لديها ناقة ولا جمل في موضوع القضاء علي الجماعات المسلحة طالما هذه الجماعات لا تمسها بسوء وحتي حزب الله الذي هاجمها كثيرا هو وحماس لم تفكر ابدا في القيام بعملية عسكرية تجتث هذا الحزب الشيعي او تلك الحركة الارهابية الحمساوية السنية ولكن ما حدث في 7 اكتوبر 2023 غير تفكريها نهائيًا وجعلها تشعر بخطر وجودي يتهددها وانه لابد من اخذ زمام المبادرة وبيدي لا بيد عمرو لابد ان تتخلص من هذه القوي الارهابية التي تهدد وجودها .
- [ ] اسرائيل قامت باللازم بعد هجوم حماس عليها وقررت القضاء علي حماس قضاء تام لم يهمهما كم عدد الرهائن التي ستستردهم او حتي عدد ضحاياها من الجنود والضباط رغم ان حياة كل واحد غالية جدا بالنسبة لهذه الدولة ولكنها هذه المرة قررت ان تدفع الثمن كاملا ومرة واحدة للابد ان استطاعت للتخلص من حماس وارهابها .
- [ ] عندما دخل حزب الله المعركة بجانب حماس فيما عرف بوحدة الساحات ضد اسرائيل رات إسرائيل ان الفرصة متاحة امامها للتخلص ايضا من خطره للابد خصوصا ان هناك تفهم اوروبي ودولي ودعم امريكي ووقوف بجوارها بعد ما فعلته حماس فقامت إسرائيل بتفجيرات البيجر وقتل كل زعماء حزب الله بدء من حسن نصرالله الذي ظن الجميع بانه لايمكن المساس به او اصطياده وخليفته وابن خالته هاشم صفي الدين ونهاية بكل ما طالته يدها من قادة وكوادر للحزب مع تدمير مخزونه من الصواريخ التي تباها بها طويلا وظن انها حققت له توازن الرعب مع اسرائيل.
- [ ] لم تكتفي إسرائيل بذلك مع حزب الله بل قررت قطع المصدر الرئيسي لتمويله بالسلاح والعتاد العسكري والاموال عن طريق الحدود السورية فقررت الاطاحة بنظام بشار الاسد بعد التنسيق مع بعض الدول الكبري ودول الجوار الاخري واتت بالشرع المؤيد لها حتي اللحظة والمعادي قلبا وقالبا لايران وحزب الله والمؤيد تاييدا تاما للضربة الاسرائيلية علي ايران والفاتح مجاله الجوي امام طائراتها لتعبر الي العراق ثم ايران وتقوم بهجماتها عليها .
- [ ] اما عن تهديدات الحوثيين وضربهم لإسرائيل بين الفينه والاخري بصاروخ ما فانها اخذت علي نفسها (وحتي بعكس الامريكان الذين قاموا بالتهدئة مع الحوثيين ) ضرورة تقليم اظافر الحوثيين وضرب مطاراتهم وطائراتهم ومصانعهم وهي وان كانت لم تستطع حتي الان التخلص من خطر الحوثيين الا انها استطاعت الي حد كبير التقليل من خطرهم وهذا ما فشل فيه الامريكان وما فشل فيه التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات والبحرين والسودان لمدة اربع سنوات قتال ضدهم .
- [ ] اما عن تهديدات المليشيات الشيعية العراقية فقد انتهي تقريبا عندما شاهدوا بام اعينهم راس الاسد الطائر في دمشق فلجمتهم الحكومة العراقية نفسها واوضحت لهم ان زمان تهديد اسرائيل برشقة صاروخية قد ولي لان رد فعلها لايؤتمن .
- [ ] كل ما سبق فعلته اسرائيل خلال اقل من عامين من القتال علي عدة جبهات في وقت واحد ونجحت فيه نجاحًا منقطه النظير وفعلت مالم يستطع الامريكان فعله علي مدي عشرين عاما وبذلك غيرت خريطة الشرق الاوسط .
- [ ] تتبقي خطوة واحدة اخيرة وصعبة علي اسرائيل القيام بها لان هذه الخطوة ستساهم فعلا ليس في تغيير وجه الشرق الاوسط فقط بل في تغيير وجه العالم اجمع وهي القضاء علي البرنامج النووي الايراني وان امكن حتي يكون التغيير كاملا اقتلاع الملالي من حكم ايران والقضاء علي الدولة القمعية هناك واقامة نظام ديموقراطي يعكس ارادة الشعب الايراني .