الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣ -
٤٣:
٠٢ م +02:00 EET
بقلم: د. عايدة نصيف
أن أغتيال حق المرأة على مر الازمنة هو جريمة ساحقة فى قلب التاريخ ،ومرواغة واضحة للتراجع الى عصور هيمن فيها الجهل والظلام
فأذا نظرنا الى تاريخ مصر نجد أنه هناك ارتباط بين تاريخ الحركة النسائية بالحركة الوطنية المصرية فلا فرق بين جهاد ووطنية محمد عبده والافغانى وبين قاسم امين وهدى شعرواى ، فقد خرجت المرأة الى الثورة منذ عهد 1919 كتفها بكتف الرجل دفاعا عن شرف الوطن ،وبدأت تسطر تاريخها بقلم من ذهب فى تاريخ مصر الحبيبة.
فقد دافع عنها وحررها قاسم امين فى كتابه المشهور والتاريخى ، "تحرير المرأة " معبرا عن دفاع محمد عبده واحمد لطفى السيد ،فنحن نتحدث عن تحرير الاوطان وعن تحرير فلسطين ونجد أن نصف الامة لم تتحرر بعد ،نتحدث عن الحفاظ على الدولة المدنية وعن مشروع النهضة ونصف الشعب لم ينهض بعد الا وهو المرأة ،نجد حزبا كحزب النور يضع المرأة فى اطار محدد فى اختصاصها وكأنها مخلوق أقل من الانسان ، الا يعد هذا اضطهاد للمرأة وتراجعا للمجتمع المصرى ، فهل نرجع الى مقولة أن المرأة ناقصة عقل ودين ، فأنا أرى أن السلطة السياسية توجه العدوان نحو الشخص الاضعف الا وهو المرأة ،فالشعوب تتفتت وتنحل فى حالة الظلم والتمييز والقهر ، وغياب المشروع الوطنى الذى يجب على السلطة أن تتبناها ليجمع المواطنين تحت لوائه.
ويكفى اننا قد فقدنا القدرة على وضع دستور يحقق المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الجنس او اللون او الدين، فالطائفية والتطرف الفكرى اول ما يصيب يصيب المرأة والقبطى ، وتتجاهل الانظمة الرجعية مشاركة المرأة فى صناعة تاريخ مصر ونجد امثلة كثيرة غى تاريخها المشرف مثل "درية شفيق " وهى من رواد حركة تحرير المرأة فى النصف الاول من القرن العشرين ويذكر لها الفضل فى حصول المرأة على حق المرأة فى الانتخاب والترشح فى دستور عام 1956 كما ناضلت ضد الوجود البريطانى فى مصر ،ولها الدور فى تأسيس حزب سياسى "حزب اتحاد بنت النيل " وهو كان أول حزب نسائى فى تاريخ مصر يشارك الحركة الوطنية.
ونجد ايضا لمن يغفلون الان الحراك السياسى للمرأة فى التاريخ سيدة شاركت فى تحرير مصر ضد الاحتلال البريطانى ايضا وهى "استرفهمى "التى انخرطت فى الحركة الوطنية وتعرفت على هدى شعرواى،فكانت من مؤسسات لجنة سيدات الوفد المركزية ،وقامت بتبادل خطابات جريئة مع اللورد اللنبى المستشار السامى البريطانى وتضمنت خطاباتها مطالب المصريين والمصريات بعودة سعد زغلول من المنفى واستقلال مصر والافراج عن المعتقلين.
ونجد لمن يتجاهلون دور المرأة فى تحرير وطن اصبح الان يقبع فيه الجاهلون والذين يريدون وائد نصف المجتمع ، نجد " انجى افلاطون " وهى رائدة فى النضال السياسى من اجل الدايمقراطية والعدالة الاجتماعية باصدارها لكتاب "نحن النساء المصريات " 1949 ، واسست لجنة للمقاومة الشعبية والقى القبض عليها لنشاطها الثورى ، ومن الشخصيات المناضلة ايضا "سيزا نبراوى ونضالها مع هدى شعروى فى ثورة 1919 وملك حفنى ناصف التى اسست الاتحاد النسائى وجمعية التمريض على غرار "الصليب الاحمر ".
ومنيرة ثابت وهى اول محامية فى المحاكم المختلطة ، وكثير من الاسماء النسائية التى شاركت بصورة كبيرة فى تحرير الوطن واخيرا المشاركة الكبيرة فى 25يناير لتحرير مصر من الفساد ومن ثم يأتى نظاما كان للمرأة ومشاركتها فضلا فى وجوده وجاء ليستبدها ويقصيها ، واتساءل هل تتحرر السلطة من قبضة الموروث الاعمى وتعطى للمرأة حقها ام تصر على اغتصاب حقها بل اغتصاب حق نصف المجتمع ؟