Oliver كتبها
الروح القدس حل على التلاميذ القديسين فتغيروا و تغير معهم العالم كله. مئات من الإخوة و عشرات من الرسل و إثنى عشر تلميذا وضعوا قوانين الإنسان الجديد. هؤلاء الذين استناروا بألسنة النار.
أنا صيدوني غريب الجنس. جذبتني الروايات التي وصلت مسامعنا من تجار أورشليم في ميناء صيدا.فقلت لعل لنا فيهم نصيب .صرت أجوب من مجمع إلى مجمع لأشاهدهم.لأسمع منهم عظة بلغتنا. ..إبنتى مريضة دائمة البكاء لا نعرف داءها و لا دواءها.الدموع تسح من مآقيها على خدودنا جميعاً.ضاع الفرح من بيتي و السلام.قالت لى زوجتي سيوم ( أى منال) أذهب لأحدهم ليأت معك و يشفيها إذا كانوا حقا صادقون.
رأيت الناس تلتف حول رجل يلبس ملابس الناموسيين.ينادونه زيناس الناموسي.كان يقف عند زقاق العابرين إلى بِركة الملك .سمعته يعظ عن مفتاح المعرفة.الناس يهمهمون في دائرة .زيناس هذا رجل أقامه يسوع ضمن السبعين رسولاً.مع الذين نزلت على رؤوسهم النار الإلهية.فإنطلق يُعلم لا عن ناموس عتيق بل عن يسوع المصلوب .
إنتبهت لكلماته.لعل معه مفتاح معرفة مرض إبنتي و علاجها.لكنه أخذني بعيدا بعيداً.ظل يفسر مفتاح المعرفة أنه الروح القدس.من له هذا المفتاح يستطيع أن يدخل الأبواب المغلقة.من له الروح القدس لا يصده شيء عن ملكوت السموات.صحت قدام الجميع إعطنى هذا المفتاح يا معلم أو تعال بمفتاحك إلى بيتى.
توجهت أنظار الجميع إلىَّ.خطا زيناس نحوى.وقف مقابلي بشوشاً و ضع يده على رأسي و عيناه تشع محبة.سألني. أخى صاياد (إسمي الصياد) هل تريد شفاء يافه إبنتك فحسب أم تريد حياة أبدية لك و لزوجتك سيوم و إبنتك يافه (الجميلة).تجمدت الكلمات بين شفتي.فهو يعلم أسماءنا جميعاً .هذا الرجل يتمتع بمفتاح معرفة حقيقي.وجدتني أسجد مرتعدا عند قدميه فأقامنى بسرعة قائلا لي إسجد للمسيح وحده و ستنجو.
تجمهرت الناس و إمتلأ الزقاق كله و الشوارع المحيطة.الناس تصرخ من أجل مريض أو فى ضيقة.مع كل معجزة شفاء أسمع تسبيح بألسنة مختلفة..علا صوت زيناس.من يريد مفتاح المعرفة الحى فليعتمد.صحنا خلفه ,عمدنا يا تلميذ المسيح .خرج زيناس نحو بركة الملك فعدوت لأغطس فى بركة الملك و هكذا فعل الجميع رجالا و نساءا و حتى أطفالاً.خرجنا و وضع زيناس اليد علينا صائحاً بصوت مبتهج. إقبلوا الروح القدس .فقلنا آمين.بعدها شعرت أنني لست أنا صاياد العتيق الكيان الذى لم أرتاح معه و لا فهمته.أنا الآن كيان جديد أفهمني,و أفهم ما أسمعه بكل اللغات؟ هل هذه بدايات المعرفة يا زيناس؟ أجابني ستري ما هو أعظم.
بعدما إعتمدت لم تعد مشكلة إبنتي تؤرقني.لم تعد أول خواطري.لهيب نار في قلبي يشدني للمسيح الذى سمعنا عنه في صيدا .الآن أشعر أنه قدامي مع أنه صعد إلى سماء السماوات.إنجذبت للسير مع زيناس معلمي.كنت أجول وراءه في المجامع أنهل من تعليمه عن المسيح الذى صار ملكي و مجدى.أخذنى إلى الإثني عشر فرأيتهم كواكب لا وصف لها.أشركوني أنا الصغير في مائدة الرب التى جذبتني إلى أعماق المعرفة الباطنية .روحى تنال فيها حياة أبدية و إستنارة فهم.تنكشف لى كل يوم أسرار الإيمان و تزداد النعمة جداً.
فيما أنا وراء زيناس إستوقفني.قال لي أذهب و أنتظر في صيدا.ذهبت عائدا لأجل الطاعة.دخلت قريتي كأنما أراها لأول مرة.تعلمت أن أنظر أحلى ما في الناس.أصدقائي رأونى مختلف عما قبل.وصلت بيتي .كانت يافة إبنتى مستيقظة.رأتني فصرخت من البهجة عاد أبي عاد أبي.و تعلقت برقبتى فحملتها فرحاً.لأول مرة أرى إبنتي من غير دموع.
حكت لي سيوم زوجتي أن يافة حلمت بأن رجلاً يرتدي ملابس الكتبة اليهود جاء و عمدها فإستيقَظَتْ و الفرح يملأها.صارت تضحك كثيراً.توقفت عن البكاء . و صارت بشوشة مع الجميع.إنتظرت أن تنتهى سيوم من القصة لأحكي لها عن زيناس و عن معموديتي و عن مفتاح المعرفة و عن الآباء الرسل ,لكننى تسمرت لأننى فجأة وجدت زيناس معلمى قدام باب البيت فهرعت نحوه و إستقبلته بفرح.نظرت يافة فيه كثيراً و صاحت.أمي أمي هذا هو الرجل الذى عمدني في الحلم.و إحتضنته طويلاً و كلنا مبتهجون.
لم أسأل زيناس عن شيء.فهو يفهم أسئلتنا دون جهد ليس من ذاته بل الروح القدس وهبه مفتاح المعرفة.ظل يحدثنا عن ملكوت الله حتى ظننا أننا الآن إلى الملكوت ذاهبون.بعدها حدثت أموراً كثيرة لا يمكن حصرها.أخذنى زيناس إلى الميناء في صيدا و عند البحر إجتمع الصيادون و إعتمدوا. و من هناك رافق البعض زيناس كما رافقته.ذهبنا إلى جزيرة كريت.كانت هناك شعوب غريبة من أسبانيا و من هركانيا و شعب الكاسبي و كل مناطق القزوين القديمة.تعلمت الكرازة من زيناس لكنني لم أفارقه و لا حتى بعد الموت.





