القمص رويس الجاولى 
بالعبرية יעקב ومعنى الاسم «الذي يمسك العقب أو الذي يحل محل آخر»، هو ابن زبدي وسالومة وشقيق يوحنا وكان الشقيقان من تلاميذ المسيح، لُقب يعقوب بالكبير لتمييزه من رسل وقديسين آخرين يحملون ذات الاسم، بحسب الإنجيل كان يعقوب مع شقيقه يوحنا من تلاميذ يوحنا المعمدان، والمعمدان نفسه قدم لهما يسوع ومن ثم تلقيا دعوة يسوع
 
أثناء وجودهما مع أبيهما عند المركب فقد كانا صيادين فتركا كل شيء وأصبحا من ثم تلاميذه، إن أصل الرسول يعقوب الجليلي قد يفسر بدرجة معينة الطاقة القوية والحماسة الفذة التي تميز بها مع أخوه يوحنا والتي دفعت يسوع إلى أن يسميهما بـ «بوانرجس – ابني الرعد»، وكان معروف عن الجليليين أنهم يتميزون بالتدين والقوة والصلابة والنشاط وبأنهم كانوا دائما المدافعين عن الأمة اليهودية.
 
استشهد القديس  يعقوب بسبب إيمانه قرابة عام 44 م - ويعتبر هو الرسول الوحيد الذي ورد خبر استشهاده وذلك في سفر اعمال الرسل ١٢: ١، ٢ - بأمر من الملك هيرودس أكريبا بن أريستوبولوس وحفيد هيرودس الكبير، وكان الملك هيرودس أكريبا ( اغربباس ) قد تسلم الملك حديثا وكان جل اهتمامه إرضاء اليهود في مملكته لأجل ذلك بدأ بإثارة اضطهاد ضد الكنيسة الناشئة وأمر بقتل يعقوب بن زبدي بالسيف (أعمال 12 : 1 – 2) لأنه كان يعلم مكانة الرسول يعقوب العظيمة بالنسبة للمسيحيين وبأن قتله سيشكل ضربة قوية لهم، وبحسب أوسابيوس القيصري فأن الجلاد الذي نفذ حكم الإعدام بحق يعقوب تأثر بشهادة ابن زبدي عن المسيح واعتنق هو نفسه الديانة المسيحية، هناك روايات تتحدث عن أنه بشَّر في شبه الجزيرة الأيبيرية ثم عاد إلى فلسطين وبعد موته فيها ثم نقل رفاته إلى إسبانيا وهي محفوظة هناك، كما يُظن أيضا بأنها موجودة في كنيسة القديس ساتورنين في تولوز - فرنسا.
 
وبحسب كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أن القديس يعقوب بعدما نادي في اليهودية والسامرة، سافر إلى أسبانيا وبشر أهلها بالإنجيل فآمنوا بالسيد المسيح وعاد إلى أورشليم وباشَر خدمته.
 
وكان يوصي شعبه بتقديم الصدقات إلى الفقراء والمساكين والضعفاء فوشوا به لدي هيرودس، فاستدعاه وقال له: "أنت الذي تدعو أن لا يُعطوا الجزية لقيصر، بل يصرفوها علي الفقراء والكنائس"؟ ثم ضربه بالسيف فقطع رأسه ونال إكليل الشهادة. وقد روى أكليمندس الإسكندري من رجال الجيل الثاني قائلًا أن الجندي الذي قبض علي القديس لما رأى شجاعته علم أنه لا بُد من حياة أخري أفضل.
 
فطلب الصفح من القديس فقال له حييت يا ولدي ثم اعترف الجندي بالمسيحية فنال إكليل الشهادة (أع 12: 1، 2) مع الرسول سنة 44 م. ويُقال أن جسده نُقِلَ إلى أسبانيا حيث يعتبر يعقوب الكبير رسولها. ثم اعتقل أيضا القديس بطرس الرسول وأودعه السجن حتى ينتهي الفصح ويقتله (أع 12: 3 و4). فضربه ملاك الرب. وذلك أنه لبس في يوم معين الحلة الملوكية وجلس علي كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت إنسان". ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله فصار يأكله الدود ومات (أع 12: 21 –23) أما جسد القديس يعقوب فقد أخذه المؤمنون وكفنوه ودفنوه عند الهيكل. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا. آمين.