محرر الأقباط متحدون
في إطار العلاقات التاريخية العميقة التي تربط بين الكنيسة الأرثوذكسية في جبل سيناء والدولة اليونانية، استقبل رئيس الجمهورية اليونانية، قسطنطينوس تاسولاس، صباح اليوم في القصر الجمهوري بالعاصمة أثينا، نيافة رئيس أساقفة سيناء وفاران و جبل الطور، ورئيس دير القديسة كاترين المقدس في جبل سيناء، نيافة المطران دميانوس.
جاء هذا اللقاء في سياق التواصل المتواصل بين الكنيسة الأرثوذكسية في سيناء والسلطات اليونانية، انطلاقًا من الدور التاريخي والروحي الذي يمثله دير القديسة كاترين، أحد أقدم الأديرة العامرة في العالم، والمصنف ضمن التراث العالمي لما يحمله من قيمة لاهوتية وإنسانية وثقافية فريدة.
وخلال اللقاء، عبّر نيافة المطران دميانوس عن امتنانه البالغ للرئيس وللدولة اليونانية على الدعم الثابت والمستمر الذي تقدمه تجاه الدير، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، مؤكّدًا أن هذا الدعم يُشكّل عنصرًا هامًا في صون التراث الرهباني والكنسي في سيناء، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يشهدها الشرق الأوسط.
وقدّم نيافة المطران دعوة رسمية إلى الرئيس لحضور الاحتفال الليتورجي السنوي الكبير الذي ينظمه الدير في نهاية كل عام لتكريم القديسة كاترين الشهيدة، والذي يُعد من أبرز المناسبات الروحية في العالم الأرثوذكسي، حيث يحضره كبار الشخصيات الدينية والسياسية من مختلف الدول الأرثوذكسية.
وفي هذا الإطار، ناقش الجانبان آخر التطورات المرتبطة بالدير المقدس، بما في ذلك التحديات التي تواجه الجماعة الرهبانية هناك، وسبل حماية الممتلكات الكنسية وضمان الحضور الرهباني والروحي الفاعل في المنطقة.
كما أطلع نيافة المطران الرئيس تاسولاس على الجهود التي تبذلها الكنيسة في جبل سيناء من أجل الحفاظ على هذا الإرث المسيحي الفريد، سواء من خلال الترميمات المستمرة، أو من خلال الأنشطة الروحية والعلمية التي تُقام في الدير، بما في ذلك استضافة الوفود والزائرين من جميع أنحاء العالم.
وأكد نيافة المطران دميانوس لفخامة الرئيس التزامه الكامل بالدفاع عن حقوق دير القديسة كاترين والحفاظ على حضوره الروحي والتاريخي، مشيدًا بمواقف الدولة اليونانية التي طالما وقفت إلى جانب الدير في المحافل الدولية، كما عبّر عن شكره العميق للشعب اليوناني الذي يواصل التعبير عن تضامنه الروحي والأخوي مع رهبان الدير ورسالة الكنيسة في سيناء.
ويأتي هذا اللقاء في سياق حرص الكنيسة الأرثوذكسية في سيناء على تعزيز علاقاتها الأخوية والرسمية مع الدول والشعوب التي تشاركها التراث والإيمان الأرثوذكسي، ولا سيما اليونان، التي كانت ولا تزال شريكة في حماية دير القديسة كاترين، هذا الصرح الروحي النادر، الذي يجسّد عبر قرون من التاريخ لقاء الإيمان، والثقافة، والحوار بين الشرق والغرب.