محرر الأقباط متحدون
مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، برز تساؤل جوهري: إلى أي مدى يمكن فعلاً تدمير المنشآت النووية الإيرانية التي أعدّت خصيصاً لمقاومة الضربات العسكرية؟
 
بحسب محللين عسكريين، فإن إيران أمضت سنوات في تحصين بنيتها النووية، متّخذة خطوات استباقية لجعل الوصول إلى مفاعلاتها أمراً بالغ الصعوبة، بل وربما مستحيلاً في بعض المواقع.
 
الخبير العسكري في شبكة CNN، سيدريك لايتون، أوضح أن “الخرسانة التي تستخدمها إيران في منشآتها هي خرسانة خاصة شديدة الصلابة”، مشيراً إلى أن قدرتها على امتصاص الصدمات تتجاوز قدرات الذخائر الاعتيادية، ما قد يُجبر إسرائيل على تنفيذ ضربات متتالية ومكثفة.
 
لكن التحدي لا يقتصر على المادة الخرسانية فحسب. فبعض المنشآت، مثل موقع فوردو النووي، شُيّدت في عمق يصل إلى 805 أمتار تحت الأرض. ويؤكد تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي، أنه “لا يوجد حتى الآن ما يثبت امتلاك إسرائيل القدرة الفعلية على تدمير منشأة بهذا العمق”.
 
التعقيد يزداد مع تصميم المنشآت ذاتها. فوفقاً لأليكس بليتساس، الزميل في المجلس الأطلسي، فإن المنشآت تحت الأرض ترتبط بأنفاق ذات زوايا قائمة، تجعل من الصعب على الصواريخ المجنحة المناورة داخلها. “الصواريخ لا تستطيع ببساطة أن تنعطف بزاوية 90 درجة”، يقول بليتساس، مشيراً إلى أن ذلك يحد كثيراً من خيارات الهجوم.
 
في المحصلة، وبينما تستعرض إسرائيل قوتها الجوية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل تملك بالفعل القدرة على شلّ البرنامج النووي الإيراني، أم أن طهران سبقت الجميع بخطوات يصعب تجاوزها؟