الأقباط متحدون - أَيَتُهَا الطُبول الجوفاء .. كفاكِ ضجيجاً !!!
أخر تحديث ٠١:٣٠ | الاربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣ | ١٥ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أَيَتُهَا الطُبول الجوفاء .. كفاكِ ضجيجاً !!!

 بقلم / حنان بديع ساويرس


من مُفارقات القدر ولا سيما بعد ثورة يناير أن نجد المغمورين ومن لم نسمع عنهم من قبل قد سطعوا وطفوا على السطح ، وأصبحوا فى غفلة من الزمن هم  نجوم الإعلام !! ، وعلى الجانب الآخر نرى صفوة المُجتمع والنُخبة من نجوم الفن والسياسة والإعلام والمُثقفين عموماً وكل من يحمل فكراً راقياً قد أصبحوا مادة سائغة لهؤلاء الفارغين فيسبونهم ويقذفونهم بأبشع الألفاظ بل ويتحدثون عنهم بلهجة مُتعالية ولاسيما مع زيادة شعورهم المُتنامى بأنهم " أولى الأمر والألباب" وخاصة بعد سيطرة التيار الإسلامى على مصر مُتمثلاً فى حُكم الرئيس مُرسى للبلاد والذى معه بدا يتفشى ويتوحش لديهم الشعور بأن مصر أصبحت ملكاً لهم وحدهم ، وكأن كل فرد فيهم على حدة هو حاكم لمصر وباقى المصريون هم مُجرد محكومون أقل منهم شأناَ وعليهم فقط السمع والطاعة!!  فإنقلبت الموزين رأساً على عقب ، فنرى عمل منظم لمُهاجمة كل من يُخالف أهدافهم المُغرضة ، عبر الإنترنت من خلال الفيسبوك ، والمواقع الإليكترونية المُختلفة ، بخلاف الصحف والمجالات والفضائيات ، وشاشات التليفزيون المصرى التى أصبحت مِنبَر لهم  لإهانة الإعلاميون و الأقباط  والنساء والفنانات على وجه الخصوص ويليهم الفنانون والمُثقفون عامةّ !!! لكن ما يُطمأننا بعض الشئ هو أن النظرية العلمية تقول أن المواد التى كثافتها أقل من الماء تطفو على سطحه ، لكن المواد التى كثافتها أكبر منه تغوص فيه ، فالنحاس مثلاً يغطس في الماء ، لكن إذا كان مُفرغا يطفو عليه ، وهذا معناه أن الأشياء الجوفاء ، الخاوية ، الهشة ،التى بلا قيمة هى التى تطفو وتظهر على الأفق وتكون "كنحاس يطن أوسنجاً يرن" فهؤلاء كالطبل الأجوف يُحدِث دوى وإزعاج دون جدوى أوفائدة لذلك عندما يَطفوُن على السطح سنعرف أن نُميز الجيد من الردئ وحينها نلقى بالردئ إلى أقرب " سلة مهملات " ، فلم نسمعهم قط يتناقشون فى أمر أو مشروع فى صالح البلاد بل نراهم فقط يجتمعون من أجل النقد ، وهدم ما تم بناؤه والنضال من أجله سنوات طويلة ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر سأسرد موقف يجمع ما بين مُهاجمة المرأة والمُحاولات المُستميتة لإقصاؤها عن الحياة العامة وأيضاً مُهاجمة الإعلاميون ذوى الرأى الحر بشكل فج ومُبتذل . 
فقد عرض د. باسم يوسف ببرنامجه "البرنامج" مشهد من أحد البرامج بقناة الحافظ لشيخ سلفى يُدعى "محمود شعبان" أستاذ بلاغة بجامعة الأزهر وهو يصرخ قائلاً " هاتولى راجل" مما آثار ذلك غضب الشيخ المزعوم فتهكم على باسم ووصفه بأقبح الأوصاف !! وقبل أن أتطرق لما قاله عن باسم أريد التنويه والتعليق عن لماذا قال "هاتولى راجل" فحدث ذلك عندما قام بالتعليق على الحوار الذى أجرته المُذيعة شهيرة أمين والمُذيع تامر حفنى مع د.مرسى بالتليفزيون المصرى، ورغم وجود مُذيع " راجل"  يشاركها مُحاورة الرئيس إلا أنه يريد "راجل" !! وهذا ما يجعلنى أتسائل ، هل تريد التيارات الإسلامية حجب المرأة وإقصاؤها نهائياً عن المُجتمع ؟! 
 
فقد هاج وماج مُعترضاً على سماح الرئيس بأن تحاوره إمرأة !!  فقال : الرئيس يظهر مع مُذيعة مُتبرجة ليه هما الرجالة ماتوا، و مش قادر يختار مين يجى معاه ويحاوره" وإستطرد منوهاً بأنه قد تم إستضافته أكثر من مرة على قناة النيل للأخبار ورفض الظهور مع مُذيعة مُتبرجة سافرة وأجبرهم على أن يحاوره رجلاً .. ثم قال الريس مش قادر يعمل كدة .. ويقولهم هاتولى راجل ؟ وهنا رد عليه المذيع قائلاً وجابولك راجل قاله أيوا .. جابولى راجل !!!
 
فحقاً صدق قول يوسف بك وهبى حينما قال " يالها من سُخرية القدر" فقد جعلنا نرى ونسمع ما لم يكن فى حُسباننا أن نراه أو نسمعه ، ولكن الخطأ يقع على عاتق قناة النيل وغيرها من قنوات التليفزيون المصرى التى تستضيف مثل هؤلاء ، بل ترضخ لأفكارهم المُتطرفة وتستبدل المُذيعات بالمُذيعين لإرضاءهم وكأنهم سيتحفونا بدُرر من أقوالهم !! 
 
 فالإعلامية شهيرة أمين أوضحت أثناء لقائها مع د. مرسى أنها تعلمت بالخارج وتجيد اللغات ، فتخيل معى عزيزى القارئ أنهم قد أختاروا لمٌحاورة الرئيس إعلامية درست بالخارج وتجيد اللغات وذات ثقافة عالية وخبرة إعلامية مُتميزة بالتليفزيون المصرى ، وبعد ذلك يخرج علينا هذا الشخص وكل ثقافته قاصرة على تدريس البلاغة بجامعة الأزهر مُستاءاً من قبول الرئيس مُحاورتها له وكأنها نَكِرة ، وكأنه تواضع عندما قبل ذلك !! رغم أن ثقافتها تفوق ثقافة هذا الشخص العنصرى "اللى عايز راجل"بل لا يوجد وجه مُقارنة بينهم !! 
 
فهذه التيارات تُريد نشر أفكارها المُتطرفة ، فلايكتفى سالف الذكر بتطبيقها على نفسه ، فحسب بل يقوم بنشر دعوته العنصرية لتُعمم على الجميع !! فالمرأة حسب فكره مُجرد مخلوق مُثير للغرائز ، خُلق من أجل الجنس ومُتعة الرجل ، لذلك فهو يتحاشى الجلوس أو الحديث مع إمرأة لأنه يختصر المرأة فى الجنس ولايرى منها سواه مهما علا شأنها فيراها ناقصة عقل ودين مهما بلغت من علم وتَدَيُن !!  ويُغلف هذا الفكر بحُجة  بلهاء وهى أنها إمرأة سافرة ومُتبرجة !! 
 
ففى الداخل ربما تستطيعوا تنفيذ ذلك ، لأنكم تجدون من الإعلام الفاسد الفرصة السانحة لإستيعاب عقولكم المُتحجرة !! كقناة النيل التى تتشدق بأنها نفذت لك ما تبغاه  ، لكن ماذا عن الخارج !! فلو نفذ الرئيس نصيحتك العبقرية فى مصر وقالهم "هاتولى راجل" فماذا يفعل فى لقاءته مع سفيرات ووزيرات الخارجية والمُراسلات بالعالم ، فهل سيقول لهم أيضاً " هاتولى راجل" !!                                                                    

   فربما ترضخ له الدول الكبرى وتقوم هائمة على وجهها وتُقيل الوزيرات أو السفيرات وتستبدلهم برجال عملاً بنصيحتك الفذة !!  
فلم تتردد على مسامعى  كلمة " هاتولى راجل" إلا فى بعض الأفلام التى تُصور بلطجى يصرخ بعلو صوته فى أحد الحارات أو المقاهى أو الخمارات ويقول "هاتولى راجل" ولكن للأسف نحن لسنا أمام مشهد سينمائى "لعاركة فى خمارة" لكننا أمام واقع أليم ومؤسف ومُنحدر فيخرج هذا الشخص وممن هم على نهجه  لإهانة المرأة والحط من شأنها بشكل فاضح وعبر فضائيات تنشر التطرف وتجلب التخلف وتعود بنا للخلف آلاف الأميال !! 
أما الجانب الآخر للقضية هو تشويه الإعلاميون والمثقفون ومُحاولات التأليب ضد الأقباط ولاسيما أنهم لا ناقة لهم ولا جمل فى مشكلته مع باسم الذى سأتطرق لها الآن !!  فإليكم بعض المُقتطفات :                                                        

      * فحسبما جاء بجريدة البشاير يوم الأحد الموافق 23 ديسمبر تحت عنوان " شوفوا شيخ هاتولى راجل بيقول أيه على باسم يوسف : " لا يشرفنى الرد على مثل هذا السفيه واصفاً إياه " بأبى جهل" .. مُضيفاً فى إشارة لباسم " فصيلتك من العلمانيين والليبراليين حريتهم تتوقف عند حرية الجنس فقط الذين يدعون لحرية زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة لأنك لست رجلاً وتحدى شعبان أن يقرأ باسم من كتاب الله آية صحيحة .. 
 
فتخيلوا لهجة التسفيه والتحقير والتعالِ حتى على من هم أعلى منهم علماً ، فقد شبه المذكور د. باسم "بأبى جهل" مع العلم أن باسم قد تخرج فى كلية الطب وحصل على دكتوراة جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة ويعمل كعضو هيئة التدريس بكلية الطب وقد عمل بأمريكا وأوروبا لمدة سنتين ونصف فى أحد شركات الأجهزة الطبية التى تطور تكنولوجيا زراعة القلب والرئة ، كما سافر لألمانيا للتدريب على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة لعضلة القلب وحصل على رخصة مُزاولة المهنة بالولايات المتحدة 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانية 2006 .
 
فهذا هو أعزائى القراء "أبو جهل" حسبما وصفه "أبو العُريف" المدعو شعبان ، فهذا الشخص العجيب جداً لا يملأ عينه سوى نفسه!! ، فلايعجبه رجل أو إمرأة مهما تفوقوا عليه فى العلم والثقافة واللغات ، حتى لو كانوا حاصلين على أعلى الشهادات !! ، فيبدوا أن تدريس البلاغة بالأزهر فى نظره لايُضاهيها حتى الشهادات العالمية!! رغم أن البلاغة كان تُدَرس فى الماضى بالكتاتيب من قِبل شيوخ بسطاء ربما لا يحملون أى مؤهل تعليمى ، لكن لم نسمع سواء فى الماضى أو الحاضر عن شخص يعمل طبيب دون أن يَدرُس بكلية الطب .    
                                                                 
فعندما قام د. باسم بإلقاء الضوء فقط على جملة " هاتولى راجل" ومما تحمله من معانِ تُنذر بخطر مُحدق لتخلف قادم ، فما كان من صاحب المقولة إلا وقد بدأ بسيمفونية من الإهانات والإستهانة بباسم رغم إمكانياته العلمية التى قُمت بتفنيدها فى السطور السابقة !! وهذا ليس بغريب علينا ، فلا يُستهان بالقدرات والطاقات الخلاقة إلا فى مصر المحروسة والغريب أن من يقلل من شأن العباقرة والمُمَيَزون هم من أقل منهم !! ، فقد تحدى المذكور د. باسم إذا قرأ آية صحيحة ، فلا أدرى من أين أتى له هذا التصور بأنه لن يستطيع قراءة الآيات فلم يخبره أحد أنه تخرج فى كلية الطب ، فربما يعتقد أنه حاصل على الإعدادية فقط !! أم ربما يعتقد أنه لا يوجد أحد يُجيد القراءة سوى من يُدرسون البلاغة !!  

  * ويتهكم على العلمانيين والليبراليين ، وكأنهم سُبة يقذف بها الرجل !! ولا أدرى لماذا هذا التفسير الغريب بأن حرية هؤلاء تنتهى عند حرية الجنس  رغم أن شيوخ الفضائيات هم أصحاب الريادة بل الإنفراد فى الحديث عن الجنس ، فأحدهم كان يتحدث عن فتنة باسم يوسف وجمال شكله ، وكيف أنه  مُغرى ومُثير مثل ليلى علوى!! ،  كما خرجت علينا المُنتقبات بقناة منهم لتتحدث عن حُرية القاصرات فى الزواج قبل سن البلوغ " الطفولة" وحق الطفلة فى مُمَارسة الجنس!! ، فلا أعرف من الذى لا يشغله شاغل سوى الجنس هل هم العلمانيين والليبراليين كما يدعى ، أم المُتحدث الذى لا يطيق أن يجلس مُنفرداً مع إمرأة حتى لو كان  خلال بث مُباشر على الهواء ، ومن المُفترض وقتها  أن الضيف  لا يُركز فى شئ سوى فى السِجال الذى أتى من أجله ، وهذا بإستثناء من لديهم " هوس جنسى" ولايفكرون إلا فى المرأة والجنس فتتمحور جميع آرائهم وأفكارهم حولهم ، فهؤلاء هم من يخشون أن تحاورهم إمرأة  !!
 
وأستطرد قائلاً : أشك أن تهاجم البابا أو رمز من رموز النصارى وتأتى بفيديو لأحد منهم وتسخر وتستهزأ به 
لا أعرف أيضاً لماذا دائماً وأبداً يتم الزج بالمسيحيين فى كل موضوع سواء كان يخصهم الأمر أو لم يخصهم ، فالمشكلة بينه وبين باسم الذى أوسعه سخرية وله ألف حق فى ذلك ، فلماذا الزج بالأقباط ، هل ليكسب تعاطف بعض المُسلمين ضد باسم ، فهل مازِلت أنت وأمثالك تعيشون فى كهف ، فلا تدرى أن معظم  المُسلمين قد تعلموا الدرس وعرفوا أغراضكم من هذه النغمة !!  
 
 وبالنسبة لمحاولة حث باسم على مُهاجمة البابا أو السخرية من رجال الكهنوت فلن أقول سوى أن الأقباط يعملون بمقولة السيد المسيح له كل مجد عندما قال " لاتَدينوا لكى لاتُدانوا.. لأنكم بالدينونة التى تَدينون بها ، تُدانون أيضاً " وهو مايحدث فأنتم تَدينون الناس وتسبون وتلعنون فيهم وقد سمح الله بأن تُدانوا ممن يفهمونكم جيداً وبالمكيال الذى تُكيلون به للآخر قد كُيل لكم به" وكما يقول كتابكم " من أعمالهم سُلط عليهم" فالأقباط طوال حياتهم مُسالمون ولا يوجد لهم مساعى سياسية أو شهوة الوصول للسلطة ،فهم من عَلموا العالم الحضارة والتقدم والرقى والذين كانوا بمثابة ميراثهم  من أجدادهم الفراعنة كما صَدَروا للعالم المحبة والمُساواة ولاسيما بين الرجل والمرأة  ، والتى تعلموها من سيدهم وإلههم يسوع المسيح له كل مجد ، فلا يوجد ما يؤخذ عليهم من آراء تجلب التخلف والرجعية ، لذلك فمن الصعب أن يكونوا مادة للسخرية ، بخلاف أن إنتقاد شخص لتصرفات أهل دينه أمر طبيعى ، لكن إنتقاده لمن يختلفوا معه فى العقيدة أو الدين يَعِد بمثابة إثارة الفتن ، ولاسيما إن كان لا يوجد ما يستدعى النقد ، رغم مشروعية النقد البناء المُحايد البعيد عن التعصب .
وأستطرد قائلاً : لأنك تقبض منهم ومن أمثالهم ومن أعوانهم ولقمة عيشك فى يدهم فأنت عبد للدرهم والدينار .. فأنت ربيت على الفكر الغربى النابع من الإنجيل والتوراة والثقافة الصهيوغربية " إنك صناعة غربية تعمل لتخريب مصر"
 
فهذا عجب العجاب ، فما هذه المُغالطات فطالما أن باسم تربى على الفكر الغربى ويقبض من الأقباط فلابد أن يقبض هنا بالدولار أو اليورو أوحتى الجنيه الإسترلينى ، أما أنك لا تعرف سوى عُملات دول الخليج التى تُمولون منها أنت وأتباعك!! 
أما إذا كان بالفعل قد تربى باسم على الفكر الغربى النابع من التوراة والإنجيل ، إذاً أنا قد علمت الآن ما هو سبب رقى باسم وتحضره وتمييزه للخطأ من الصواب دون تزيين ، فشكراً لك على تلك المُلاحظة . 
 
وآخيراً أقول ..  كفاكم إظهار هذه النماذج المُسيئة لمصر على شاشات التليفزيون والفضائيات ففد جَلبتم العار لمصر، وجَعلتم منها أضحوكة بين الأمم 
فلا أدرى ما هذا الشو وهذه" الفانتازيا" التى يفتعلها هؤلاء لجلب الفتن والعنصرية للبلاد ووضعها على حافة الهاوية ، ولمصلحة من تشويه الحقائق وقلب الموازين والتقليل من شأن المرأة والإعلاميين والفنانين والأقباط !! 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter