ترجمة الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ

(١٢٦٠م-١٣٢٨م راهبٌ دومنيكانيّ وأبو التصوّف الألمانيّ) 
«أُصلّي إلى الله أن يُخلّصَني من الله»

يُجسِّد  المعلّم إيكهارت ذروةَ اللاثنائيّة (اللاازدواجيّة) الغربيّةnon-dualism. لهذا السبب، فإنّ فهمه يكاد يكون مستحيلًا باستخدام عقلنا الازدواجيّ المعتاد. فعندما يقول إيكهارت: "أُصلّي إلى الله أن يُخلّصني من الله"، فإنّ عقلنا المنطقيّ سيرى هذا القول بلا معنى! إنّما يتطلّب الأمر وعيًا موحَّدًا unitive consciousness لاكتشاف ما يقصده إيكهارت. فلا وجود لمفهومٍ عن الله يمكنه أن يحتوي الله. وتصوّرك الحاليّ عن الله ليس هو الله. [١] وكما قال القدّيس أغسطينوس: «إنْ فهمتَه، فليس هو الله.» ولا يمكننا أن نعرف الله إلّا حين نتخلّى عن أفكارنا عن الله، وحين يُجرَّد عنّا ما ليس الله.
قبل التحوّل، يُصلّي الإنسان إلى الله. بعد التحوّل، يُصلّي عبر الله، كما تقول الصلوات المسيحيّة الرسميّة دائمًا: «بالمسيح ربّنا. آمين!» قبل التحوّل الجوهريّ، يُصلّي الإنسان إلى الله كما لو كان الله موجودًا، مثل موضوعٍ كسائر الموضوعات. أمّا بعد التحوّل (con-vertere) — أي: "أن يلتفت" أو "أن يتحوّل مع" — فينظر من خلال الله بعينين ليست عينيه. وكما قال إيكهارت في إحدى عظاته: «العين التي أُبصر بها الله هي العين نفسها التي يُبصرني بها الله؛ عيني وعين الله عينٌ واحدة، رؤيةٌ واحدة، معرفةٌ واحدة، محبّةٌ واحدة.» [٢] وكلّ ما نفعله نحن البشر هو السماح لله بأن "يُكمِل الدائرة" في داخلنا — إلى أن ننظر معًا من ذات المنظور. [٣] وهذا هو "ذهن المسيح" (mind of Christ) (١ كورنثوس ٢ : ١٦)، الذي يُختَبَر على أنّه ثورةٌ روحيّة في التفكير (أفسس ٤ : ٢٢).

ترجمة الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ،
مقتطفة من النصّ الانجليزيّ:
https://cac.org/.../meister-eckhart-part-ii-western.../