الأقباط متحدون - عين امنياس رد الفعل الغربي ودحر الإرهاب
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٣ | ١٤ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

عين امنياس رد الفعل الغربي ودحر الإرهاب


بقلم: مجدي جورج

 في البداية فاننا نأسف علي سقوط كل هؤلاء الضحايا الابرياء الذين سقطوا في الموقع النفطي الجزائري  دون ذنب او جزيرة اقترفوها علي يد الارهابيين  الاثنين وثلاثين الذين قاموا باحتلال موقع عين امنياس البترولي في صحراء الجزائر والذين  لم يضعوا في اعتبارهم ردة الفعل القوية من الجيش الجزائري .


فهؤلاء الإرهابيين الدوليين المكونين من ثمانية جنسيات منها المصرية والليبية والتونسية والجزائرية وحتي النيجرية وأيضاً الكندية ، والذين اخترقوا الحدود الجزائرية بسيارات دفع رباعي محمله بالقنابل وبمدافع الجرينوف وبالاسلحة الآلية الأخري ، كان هدفهم هو اسر العاملين الأجانب في هذا المجمع الضخم من اجل مساومة الدول الغربية علي الإفراج عن الإسلاميين المعتقلين لدي الدول الغربية والعربية أيضاً وكان من أهدافهم أيضاً الضغط علي فرنسا والدول الأوربية التي تساندها في حملتها بمالي من اجل سحب قواتها من هذا البلد الأفريقي . 
 
وفعلا نجحوا في احتجاز مئات الرهائن  غالبيتهم من  الجزائرين داخل المجمع النفطي وحاولوا الهروب ببضع عشرات من الأجانب منهم في اتجاه حدود النيجر  ولكن الجيش الجزائري قصف سياراتهم بالطائرات وعندما بقي مجموعة من الرهائن بيد باقي الإرهابيين الذين تحصنوا في الموقع النفطي لم يتفاوض معهم الجيش الجزائري بل تدخل بكل قوة منهيا هذه المأساة وقاضيا علي هؤلاء الإرهابيين .
 
التضحية بأكثر من عشرين رهينة من اجل إنقاذ أكثر من ستمائة آخرين هي عملية لم يتوقعها العالم ، فالعالم كله لم يتوقع هذا التدخل القوي من الجيش الجزائري فقد كانت التوقعات حتي عند هؤلاء الإرهابيين هو ان تتفاوض السلطات الجزائرية مع هؤلاء الإرهابيين حفاظا علي أرواح الرهائن وخصوصا ان هناك العشرات منهم من جنسيات غربية ويابانية ، ولكن السلطات الجزائرية التي عانت  من الإرهاب كثيرا في تسعينات القرن الماضي وحفاظا منها علي حقولها النفطية من عبث العابثين رأت ان التدخل العسكري هو افضل حل وذلك  حتي لا تتكرر هذه العملية فيما بعد من جماعات إرهابية أخري تنتشر في دول الجوار .
أما غير المتوقع والغريب علي إطلاقه هو رد الفعل الغربي المرحب بهذه العملية فقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان ما فعلته الجزائر هو افضل حل ممكن ، والإدارة الأمريكية وكذلك البريطانية قالت أنها تتفهم التدخل الجزائري وتقدره وكذلك فعلت باقي الدول الغربية الأخري مما كان لها رهائن في هذه العملية . 
 
ولكن ماهو سر هذا التغيير الغربي ؟ ولماذا أصبحت الحكومات الغربية هكذا ؟
وهل أصبحت هذه الحكومات كما حكومات دول العالم الثالث لا تكترث بحياة المواطن لديها ؟
أظن ان هذا التغيير قد حدث بسبب الثمن الباهظ الذي اصبحت تتطلبه مواجهة الإرهاب ، فالدول الكبري شعرت ان الإرهابيين يحاولون السيطرة علي العالم لانها تتخوف علي حياة أفرادها ، وان هذا الإرهاب لا يكتفي أبدا بما حققه بل كلما تنازلت له هذه الدول كلما طلب المزيد من التنازلات ، والدول الغربية شعرت ان سياستها الخارجية أصبحت عرضة لابتزاز الإرهابيين ولا ننسي ان الحكومة الاشتراكية السابقة بإسبانيا سحبت قواتها من أفغانستان بسبب الضربات الإرهابية بمدريد .
 
لذا فإنني أظن ان ردة الفعل الغربية المؤيدة للتدخل العسكري الجزائري في عين امنياس  رغم فداحة الخسائر راجعة الي إدراك الدول الغربية بانه لابد من دفع ثمن لدحر الإرهاب وان حياة المواطن مهما غلت ولكنها قد تكون هناك ضرورة لتقديمها فداء عن باقي المواطنين وفداء عن الوطن .
وهنا لابد من التنويه الي ان رفض الرئيس الروسي  فيلاديمير بوتين ابتزاز الارهابيين الشيشان  الذين هاجموا مسرح مدرسة اطفال واحتجزوا مئات الأطفال بها مهددين بتفجيرها كان خطوة ربما تكون  قد شجعت  قادة الدول الغربية الآن علي الترحيب بالخطوة الجزائرية لإدراكهم ان الإرهاب ثمن لابد من دفعه للقضاء عليه .
 
أخيرا فان ما حدث يدل علي ان العالم  كله أدرك خطورة الإرهاب وأدرك أكثر ان هناك ثمن فادح لابد من دفعه من اجل دحر هذا الإرهاب والقضاء عليه .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع