محرر الأقباط متحدون
أطلّ الموقع الرسمي للكرسي الرسولي Vatican.va بحلّة بصريّة جديدة، تُقرّب قلب الكنيسة الكاثوليكية وتعاليمها من العالم كلّه، ويجعل من هذه الفسحة الرقميّة الرقمية نافذة أكثر وضوحًا وانفتاحًا على الإرث الحيّ للجماعة الكنسيّة. إنَّ الصفحة الرئيسية للموقع، التي خضعت لعملية إعادة تصميم شاملة، أصبحت الآن أكثر وضوحًا وسهولة في التصفّح، مما يتيح للزائرين النفاذ بسلاسة إلى الوثائق التعليمية البابوية، سواء للبابا الحالي لاوُن الرابع عشر، أو للذين سبقوه على كرسي بطرس.

هذا التحديث ليس سوى المرحلة الأحدث من مسار تحرير طويل وشامل، يهدف إلى نقل الإرث الضخم للموقع – الذي انطلق لأول مرة في كانون الأول ديسمبر من عام ١٩٩٥ – إلى منصة حديثة تجمع بين الوظيفة والجمال، وتستجيب لتطلعات الزوار المعاصرين. ووراء هذه الصفحات الجديدة يقف عملٌ جماعيٌّ مشترك بين فرق متخصصة؛ فريق التحرير الذي يُعنى بالمحتوى المؤسساتي ويضمن سهولة الوصول إلى جميع المواد، والفريق التقني التابع للدائرة الفاتيكانية للتواصل، الذي أشرف على تنفيذ البنية الرقمية للموقع وفق الرؤية التصميمية التي صاغها المصمم البيروفي خوان كارلوس إيتو (TMB_Lab)، وهو أحد خريجي أول دفعة من برنامج "Faith Communication in the Digital World".

وعن مصدر إلهامه قال خوان كارلوس: "ما ألهمني في تصميم الهوية الجديدة هو أن تُجسّد هذا العناق الرقمي الذي تقدّمه الكنيسة للعالم". وأضاف: "كانت أول فكرة راودتني حين طُرح عليّ مشروع تجديد الموقع الرسمي للكرسي الرسولي هي تلك الصورة الرمزية لساحة القديس بطرس، التي صممها جان لورينزو برنيني، بشكلها البيضاوي الذي يُجسّد كنيسة تعانق البشرية بذراعين مفتوحتين، كنيسة منفتحة، يسهل الوصول إليها، ومتناغمة مع متطلبات العصر". أما الألوان، فقد استُلهِمت من زرقة سماء روما التي تتناغم مع دفء ألوان حجر الترافرتين، في حوارٍ بصريّ بين السماء والأرض، بين الصخر والعمق. تتخلل التصميم لمسات من الذهب ترمز إلى الألوهية، وتدرجات من الرمادي الفاتح والأبيض لإضفاء النور. كما برزت الصور بحجمٍ أكبر على الصفحة الرئيسية، لتقدّم ملامح كنيسة نابضة بالحياة، تتحرك وتنمو وتخاطب العالم في زمنه الرقمي.