الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
كتابٌ للفيلسوفة إديت شتاين (القدّيسة بنديكتا للصليب)،
سلسلة: الأعمال الكاملة لإديت شتاين، الجزء الثامن،عام ٢٠٠٠.
يضمّ هذا الكتاب مساهمات خمسًا تتمحور حول موضوعاته الرئيسة، من بينها اثنتان تُعدّان من أشهر مقالات إديت شتاين: مقارنة بين هوسرل وتوما الأكوينيّ، ودراسة لسبل معرفة الله حسب الكاتِب المعروف باسم ديونيسيوس الأريوباغي (المنتحل).
تعود المقالات والملاحظات في هذه المختارات الجديدة إلى السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياة إديت شتاين، وتكشف عن مساعيها لدمج الإيمان المسيحي الذي اعتنقته عند معموديتها في سنّ الشباب بالتكوين الفلسفيّ الصارم الذي تلقّته بصفتها فيلسوفة ظاهراتيّة. ويُدرج في هذه الطبعة، وللمرّةالأولى، النَصّان اللذان كتبتْهما شتاين في إطار مقارنتها الشهيرة بين نسقي التفكير لدى إدموند هوسّرل (معلّمها الفلسفي) وتوما الأكوينيّ (الممثّل للتقليد الكاثوليكيّ): الأوّل في صيغة حوار، والثاني بعد أن أعادتْ صياغته في شكل مقالٍ تكريميّ لهوسّرل.
أما الدراسة الأخيرة في هذا الكتاب، وهي بعنوان "سبل معرفة الله"، فتتناول الكاتب الشهير من القرن الخامس أو السادس الميلادي الذي كتب تحت اسم ديونيسيوس الأريوباغي. وقد نُشرتْ هذه الدراسة في الأصل في مجلّة The Thomist، وكانت موجّهة إلى القارئ الأمريكي. وهي من آخر ما أنجزتْه إديت شتاين قبل إلقاء القبض عليها وترحيلها إلى معسكر أوشڤيتس، وتُقدَّم هنا في ترجمةٍ جديدة منقّحة، تتضمّن مقاطع كانت قد حُذفتْ سابقًا، تتناول موضوعاتٍ مهمّة مثل الإلحاد وطبيعة الرموز.
يوصي البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة الأخيرة "الإيمان والعقل" (Fides et Ratio)، بالاهتمام بإديت شتاين بكونها من الشخصيّات البارزة في العصر الحديث، ممّن «يقدّمون أمثلةً مهمّة لمسيرة بحثٍ فلسفيّ اغتنتْ من خلال التفاعل مع معطيات الإيمان» (الفقرة ٧٤).
يوفّر هذا الكتاب مدخلًا ميسّرًا للقرّاء المهتمّين بإديت شتاين، إلى أبرز الموضوعات في تفكيرها المتأخّر.