آمال لم تتحقق

د.ممدوح حليم 
لاشك في أن انجازات الأب متى المسكين في حياته الرهبانية لا سيما في الفترة التي قضاها في دير أنبأ مقار (١٩٦٩ --- ٢٠٠٦ ) أكثر من رائعة ، وتجعل اسمه واحدا من أهم الشخصيات التي ظهرت في الرهبنة عبر العصور منذ أن بدأها الانبا انطونيوس أب الرهبان.

لكن هناك بعض الآمال التي لم تتحقق وكنا نتمنى أن تحدث...

أول هذه الآمال أن يترك وراءه صفا ثانيا يكمل مسيرته. كان دير أنبأ مقار هو الأب متى المسكين ، والاب متى المسكين هو دير أنبأ مقار. كنا نتمنى أن يتتلمذ على يديه تلاميذ أقوياء الأمر الذي لم يحدث. كان يقول أنا مش ريس ولا ربيته( مدير الدير) ولا اب ... أنا مجرد راهب. أقام لنفسه استراحة عند الكيلو ٧٠ على الساحل الشمالي ، كان يذهب إليها ويقيم بها لا سيما حين تحتدم المشاكل في الدير.

 كان الدير يمتلك مطبعة ضخمة حديثة متطورة ، لكنها لم تكن تدور الا لمؤلفاته هو وحده، ولمجلة مرقس ، دون تشجيع لرهبان آخرين أن ينتجوا ويؤلفوا !!!

 وفي عهده تحول الدير إلى مؤسسة إنتاجية تزرع عشرات وربما مئات الأفدنة من البطيخ والطماطم ، وتربي الماشية. وهو أمر كان يرهق بعض الرهبان مما جعلهم يسقطون صرعى للأمراض ودفع بعضهم لترك الدير. كما أن العمل الزراعي والبيطري ليس من صلب عمل الرهبان حتى يستغرق اغلب وقتهم وجهدهم.

وكنا نتطلع إلى تلمذة روحية وتدبير رهباني وإعداد جيد للرهبان على المستوى الروحي والفكري والنفسي، الأمر الذي لم يحدث

وسنستكمل الحديث....